أكدت مصر والسودان، السبت 15 أغسطس/آب 2020، تمسكهما بـ"ضرورة التفاوض للتوصل لاتفاق مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة دون إحداث ضرر"، وذلك في بيان مشترك صدر قبيل ختام زيارة رئيس وزراء مصر، مصطفى مدبولي، للخرطوم.
جاء في البيان المشترك نفسه، بأن "الجانبين المصري والسوداني ناقشا قضية مشروع سد النهضة".
وفي 21 يوليو/تموز الماضي، عقد الاتحاد الإفريقي قمة مصغرة، بمشاركة الدول الثلاث، عقب نحو أسبوع من انتهاء مفاوضات رعاها الاتحاد لنحو 10 أيام، دون اتفاق، وأسفرت القمة عن الدعوة مجدداً إلى عقد مفاوضات ثلاثية جديدة.
آلية ملزمة وفاعلة: الطرفان، أكدا في المناسبة نفسها، على "ضرورة التفاوض للتوصل لاتفاق مُلزم حول ملء وتشغيل السد بما يحفظ حقوق ومصالح الدول الثلاث دون إحداث ضرر ذي شأن".
كما شدد الجانبان على "أهمية الاتفاق على آلية فاعلة وملزمة لتسوية النزاعات (..) وعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية قبل التوصل لاتفاق مُرض للأطراف الثلاثة".
بالإضافة إلى ذلك، جددت القاهرة والخرطوم التزامهما بالمفاوضات باعتبارها "السبيل الأمثل لتحقيق مصالح شعوب المنطقة".
كما عبرتا عن تطلعهما لـ"نجاح المفاوضات الجارية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي".
من جانبه، وخلال لقاء مع مدبولي، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، على ضرورة التفاوض بشأن سد النهضة في إطار الاتحاد الإفريقي، وفق بيان للمجلس.
مركز الخلاف: الجمعة 24 يوليو/تموز، نقلت وسائل إعلام إثيوبية، تصريحاً لوزارة الخارجية الإثيوبية، تقول فيها إن "أديس أبابا تسعى إلى اتفاق (استرشادي) غير ملزم بشأن سد النهضة".
إثيوبيا جددت تأكيدها أنها "تسعى إلى الاستجابة لمخاوف البلدين المعنيَّين، أي مصر والسودان، من أجل الوصول إلى اتفاق يحفظ مصالح جميع الأطراف".
كما شددت أيضاً على أن المفاوضات الأخيرة حول سد النهضة حققت تقارباً كبيراً حول القضايا الفنية، ما عدا بعض الخلافات القانونية التي تتطلب مزيداً من التباحث.
الخارجية الإثيوبية أكدت أيضاً، أنه يمكنها أن تملأ السد خلال 3 أعوام، مع الأمطار الغزيرة، لكنها تفضل أن يمتد ذلك إلى 7 سنوات.
وتعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية.
فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.
تأجيل المفاوضات: إلى ذلك، اتفقت الدول الثلاث، الإثنين 10 أغسطس/آب 2020، على تأجيل مفاوضات سد النهضة أسبوعاً، بناء على طلب الخرطوم في ضوء "تغيير إثيوبيا أجندة التفاوض".
إذ أعلنت وزارة الري المصرية، في بيان، أن "السودان طلب خلال اجتماع ثلاثي خاص بالتفاوض بتأجيل الاجتماعات لمدة أسبوع لاستكمال التشاور الداخلي".
وأكدت أنه "تم الاتفاق على رفع الاجتماع لمدة أسبوع على أن يتم التشاور بين الوزراء لتحديد جدول الأعمال ومستوى المشاركة في الاجتماع المقبل".
مصر، أعلنت أنها مستعدة للتفاوض على أساس المخرجات السابقة للقمة الإفريقية في 21 يوليو/تموز والتي تقتصر على التفاوض حول اتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد.
من جانبها، قالت وزارة الري السودانية، إن وفد بلادها في مفاوضات سد النهضة، طلب تأجيل المفاوضات مدة أسبوع لمواصلة المشاورات الداخلية.
وأوضح بيان للوزارة أن طلب التأجيل جاء بسبب "تغيير أجندة التفاوض".