قال جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة 14 أغسطس/آب 2020، لقناة "سي إن بي سي" إن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي".
صهر الرئيس ترامب ومستشاره المكلف بالشرق الأوسط وصف اتفاق تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي بـ"الخطوة التاريخية". وأضاف: "أعتقد أن لدينا دولًا أخرى مهتمة جدًا بالمضي قدمًا"، في إشارة إلى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وتابع: "أعتقد أنه من المحتم أن يكون للسعودية وإسرائيل علاقات طبيعية تمامًا، وأنهما سيكونان قادرين على تحقيق الكثير من الأعمال العظيمة معًا". وأردف كوشنر: "من الواضح أن السعودية كانت رائدة في صنع التجديد، ولكن لا يمكنك قلب بارجة بين عشية وضحاها".
كما قال كوشنر، في مؤتمر صحفي الخميس، إن إدانة فلسطين لاتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة "متوقعة إلى حد ما".
السعودية تخشى الانتقادات: صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قالت الجمعة، إن اتفاق التطبيع مع إسرائيل سيزيد الضغوط على السعودية لتحذو حذو الإمارات.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "أي تقارب سعودي إسرائيلي، في غياب اتفاق إقامة دولة للفلسطينيين، سيترك الرياض عرضة للانتقادات، وبالتالي من المتوقع أن تتخذ السعودية خطوات تدريجية وبطيئة للاعتراف الدبلوماسي الكامل بإسرائيل".
الصحيفة نقلت عن مسؤولين ومحللين لم تسمهم، قولهم إن "دولاً خليجية أخرى مثل البحرين وعُمان، التي عقدت بالفعل اجتماعات عامة رفيعة المستوى وقدمت دعماً مؤقتاً لمقترح أمريكي للسلام في الشرق الأوسط، من المرجح أن تقترب أكثر من إسرائيل أولاً".
كما أشارت الصحيفة إلى أن "الولايات المتحدة يمكن أن تمارس نفوذاً كبيراً في هذا الإطار، بالنظر إلى دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثابت لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وقال مسؤولو إدارة ترامب، بحسب الصحيفة، إنهم "متفائلون بحذرٍ من أن السعودية ستكون مستعدة في نهاية المطاف للذهاب بالاتجاه ذاته الذي اتخذته الإمارات".
وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قال إن غاريد كوشنر وآفي بيركوفيتش المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، على اتصال مع دول عديدة بالمنطقة؛ في محاولة لرؤية ما إذا كانت اتفاقات أكثر ستوقَّع. ولم يكشف المسؤول أسماء.
كبار مسؤولي البيت الأبيض سعوا، الجمعة، للاستفادة من قوة الدفع الناتجة عن التطبيع بين إسرائيل والإمارات في مناشدة مزيد من الدول العربية والإسلامية تنحية التوترات التي مضى عليها وقت طويل وإبرام اتفاقات مماثلة.
تكهنات بالدول التي ستطبِّع: وفق تقرير لـ"رويترز"، هناك تكهنات حول دولتين خليجيتين هما مملكة البحرين وسلطنة عمان، اللتان رحَّبتا بالاتفاق، بأن تطبّعا مع إسرائيل بعد الإمارات، والسودان أيضاً مثار تكهُّن.
وقال المسؤول: "هناك عديد من الدول التي كنّا على اتصال بها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حرفياً". وأضاف: "نحن على اتصال بمسؤولين من دول عديدة، عربية وإسلامية، في الشرق الأوسط وإفريقيا".
على نطاق واسع يُعتبر الاتفاق بين إسرائيل والإمارات نصراً للسياسة الخارجية لترامب، في وقت يبذل فيه جهوداً مُضنية لاحتواء جائحة فيروس كورونا بالولايات المتحدة والركود الاقتصادي الناجم عنها، في حين يواجه معركة قاسية لإعادة انتخابه في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويقول كل من كوشنر وبيركوفيتش لدول أخرى حسَّنت صِلاتها بإسرائيل، إن بإمكانها جني ثمار اقتصادية، كما يمكنها المساعدة في مواجهة النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط.
وقال المسؤول: "لو أنك دولة عربية أو إسلامية ورأيت الاستقبال العالمي الإيجابي لهذا الاتفاق، فمن الطبيعي أن ترى في ذلك وقتاً تاريخياً حقاً وفرصة. ونحن متفائلون بأن المفاوضات المستمرة ستكون مثمرة".