توفي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، المسجون تنفيذاً لعدة أحكام قضائية، في محبسه، فجر الخميس 13 أغسطس/آب 2020، عن عمر يناهز 66 عاماً، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
محامي عصام العريان كشف لـ"بي بي سي" أن السلطات أبلغته أن الوفاة طبيعية، موضحاً أنه وأسرة العريان لم يزوراه منذ نحو ستة أشهر، بعدما عطَّلت السلطات الزيارات للسجون كإجراء احترازي لمكافحة فيروس كورونا.
تولى العريان العديد من المناصب القيادية في الجماعة، قبل أن يتم القبض عليه عقب إطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسي بعد تظاهرات حاشدة.
بينما حُكم على العريان بعدة أحكام بالسجن المؤبد (25 عاماً) في السنوات التي أعقبت عزل مرسي، من بينها قضية اقتحام الحدود الشرقية، وأحداث قليوب، وقضية أحداث البحر الأعظم.
محاكمات العريان: عقب انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، شن العريان هجوماً حاداً على أركان الانقلاب وقائده عبدالفتاح السيسي، فاتُّهم بـ"إهانة القوات المسلحة"، إلى جانب تهم أخرى تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين.
نجح العريان -وفق مصادر أمنية مصرية- في "الإفلات من الملاحقة الأمنية التي قامت بأكثر من 100 مأمورية ضبط وإحضار فاشلة". وكانت وسيلته للتواصل مع أنصار الجماعة تسجيل رسائل وبثها على عبر الإنترنت والقنوات الفضائية.
غير أن سلطات الانقلاب نجحت في القبض على العريان فجر الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2013 في شقة بالتجمع الخامس بالقاهرة، واعتبرت ذلك ضربة أمنية موجعة للجماعة التي أصبح أغلب قادتها داخل السجون.
حُوكم الدكتور العريان في قضايا عديدة، وصدرت بحقه أحكام كان من بينها المؤبد يوم 30 أغسطس/آب 2014 في القضية المعروفة باسم مسجد الاستقامة.
بينما أحالت محكمة جنايات القاهرة في 16 مايو/أيار 2015 أوراقه إلى المفتي في قضيتي الهروب من سجن وادي النطرون، والتخابر مع حماس، وقضت في اليوم نفسه بإعدامه في القضية الأولى، والسجن المؤبد في القضية الثانية.
طبيب وقانوني وأديب: وُلد عصام العريان يوم 28 أبريل/نيسان 1954 بقرية ناهيا مركز إمبابة بمحافظة الجيزة، وتحفل سيرة ومسيرة العريان المدنية بالعديد من المعارك السياسية للجماعة التي انتمى إليها.
إذ عمل عصام العريان طبيباً في تخصص أمراض الدم والتحاليل الطبية، وحصل على ماجستير الباثولوجيا الإكلينيكية، وسجل للدكتوراه في الطب بجامعة القاهرة لكنها أعيقت بسبب اعتقاله المتكرر والمضايقات الأمنية من ناحية أخرى.
لم يكتفِ العريان بدراسة الطب فحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة بتقدير جيد جداً، وليسانس الآداب قسم التاريخ من نفس الجامعة عام 2000 وبنفس التقدير أيضاً، كما درس في الأزهر ونال الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من تلك الجامعة العريقة، وهو مسجل لنيل درجة الدبلوم في القانون العام بجامعة القاهرة.
العمل السياسي: اعتُقل العريان بسبب نشاطه السياسي والنقابي أكثر من مرة، ولمدد بلغت في مجموعها سبع سنين، ففي المرة الأولى اعتُقل عاماً واحداً قبيل اغتيال الرئيس السادات من بداية سبتمبر/أيلول 1981 حتى نهاية أغسطس/آب 1982، وبعد مرور 13 سنة على تلك التجربة أفضت محاكمة عسكرية استثنائية إلى سجنه خمس سنوات قضاها في الفترة من يناير/كانون الأول 1995 حتى الشهر نفسه من عام 2000 بسبب انتمائه للإخوان.
واعتقل مرة أخرى يوم 18 مايو/أيار 2006 ضمن مظاهرات مناصرة القضاة بالقاهرة، وتم تجديد حبسه لفترات متعددة حتى تم الإفراج عنه يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2006. لكنه اعتقل في يوليو/تموز 2007 وأفرج عنه في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، كما اعتقل من دون اتهام قبيل جمعة الغضب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011 إلى أن خرج من سجن وادي النطرون رفقة مجموعة من قيادات الجماعة بينهم الرئيس الراحل محمد مرسي.