تدخل دولي حاسم أو مزيد من الطائفية والانقسام.. 4 سيناريوهات محتملة بعد انفجار بيروت؟

عدد القراءات
667
عربي بوست
تم النشر: 2020/08/12 الساعة 08:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/12 الساعة 08:35 بتوقيت غرينتش
الاحتجاجات مستمرة في لبنان/رويترز

لم ينتهِ الأسبوع الأول المرير على بيروت إلا وقد دفع ضغط الشارع -مصحوباً بدعم دولي- إلى استقالة حكومة حسان دياب، لكن السؤال الآن: ماذا بعد وأين سيذهب لبنان على وقع صرخات الغضب وسط العاصمة المنكوبة؟

من توجهات مختلفة وبيئات متعددة، نزل المتظاهرون، يجمعهم الحقد والغضب على الطبقة الحاكمة المتهمة بالفساد الذي وصل إلى حد القتل العمد لأهل بيروت في كارثة صنفت من أضخم الكوارث العالمية. لكن مثل كل مرة، تخفق سيول الدماء التي أريقت في هذا الانفجار في تجميع اللبنانيين وتوحيدهم، بل على العكس، ازداد اصطفاف كثير من اللبنانيين خلف زعمائهم وكأنهم خشبة الخلاص لهم رغم كل الذي جرى.

أكثر المتحمسين لأحزابهم هم مناصرو الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل"، بالإضافة إلى مناصري التيار الوطني الحر التابع للوزير السابق جبران باسيل، فهؤلاء -على الرغم من أن العديد من الضحايا من أبناء الشيعة ومسيحيون- فإنهم لم يعدّوا ذلك كافياً للوقوف ضد فساد أحزابهم وزعمائهم، كما أنهم لم يروا من الانفجار إلا صرخات الموجوعين الذين شتموا الأحزاب وكفروا بآلهتها.

اعتقد كثير من المتابعين واللبنانيين أن انفجار المرفأ هو نقطة تحول، ستغير الرأي العام وستنهي الفساد الذي يعشعش في الدولة، لكن ما حصل وسط بيروت هو العكس تماماً فكلما اشتد صراخ المتظاهرين الرافضين لهذه الطبقة الحاكمة، اشتد معها تمسك مناصري الأحزاب بزعمائهم، فماذا ينتظر لبنان في الأيام المقبلة؟

سؤال يصعب الجواب عنه، تماماً مثل صعوبة معرفة ما جرى في مرفأ بيروت، إلا أننا يمكننا التكهن ببعض السيناريوهات.

أولاً: تشكيل حكومة أحزاب أو إعادة وجوه قديمة لا تلبي مطالب المتظاهرين، وهو ما سيزيد من التوتر في الشارع ما بين الحزبيين والناشطين في مواجهة غير كفوءة بين الجانبين تنتهي بتململ الشارع المنتفض.

ثانياً: تشكيل حكومة مشابهة لحكومة حسان دياب، شكل بلا رائحة، أي لا تملك من أمرها حل أي معضلة حقيقية، وستفشل في التوصل إلى حل مع صندوق النقد الدولي، كما لن تتمكن من التحقيق الفعلي في انفجار المرفأ أو باقي ملفات الفساد التي لا تحصى.

ثالثاً: تدخل دولي جاد يجبر السياسيين على التوصل إلى اتفاق فيما بينهم يسمح بتشكيل حكومة غير حزبية، ولو شكلياً، تبدأ بإعادة الإعمار، وتتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لحلحلة جزء من الأزمة المالية الخانقة.

رابعاً: وقوع أحداث أمنية يعززها الانقسام الحاد في الشارع ما بين المتحزبين والمتظاهرين، وبدفع من المتورطين؛ لعرقلة التحقيقات بشأن انفجار المرفأ.

إذن، يبدو المشهد ضبابياً في لبنان هذه الأيام، وسيناريوهات متعددة مطروحة على الطاولة، ويبقى أمل اللبناني معلقاً بين تدخل دولي ينجيه مما هو فيه، أو أن يقبل بطلب هجرته ومنحه حق اللجوء.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

إبراهيم الشامي
صحفي لبناني
صحفي لبناني
تحميل المزيد