تمكنت قوات عسكرية تابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبي من تنفيذ عملية عسكرية استهدفت من خلالها مجموعة تابعة للقوات المصرية التي تعمل مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وبحسب مصدر تابع لجهاز قوة الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب بطرابلس، قامت فرقة 20/20 التابعة للجهاز بنصب كمين لمجموعة تابعة للقوات المصرية بمحور الخلة جنوب العاصمة طرابلس.
وكان وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، تساءل في مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء 23 أبريل/نيسان، عن الجنود المصريين الذين تم قتلهم وكان بينهم ضابط: "هل هم على علاقة بالحكومة المصرية أم مجرد مرتزقة".
تفاصيل العملية
المصدر قال لـ"عربي بوست"، إن ضباطاً تابعين لخليفة حفتر سربوا معلومات لجهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب، تفيد بوجود مجموعة تابعة للقوات المصرية ستنفذ عملية نوعية ذات طابع لوجيستي بمحور الخلة، وتحديداً "كوربة المصراتي".
وأضاف المصدر أن فرقة 20/20 التابعة لجهاز الردع، أحبطت العملية التي كانت ستنفذها مجموعة من 5 أشخاص تابعة للقوات المصرية، بعد أن رصدتها الفرقة وفق المعلومات التي حصلت عليها.
وقال المصدر: "قتلت الفرقة عنصرين قنصاً، في حين أصيب ثلاثة آخرون بعد استهدافهم بقذيفة هاون".
ولم يتسنَّ لـ"عربي بوست"، التأكد من هوية الجنود المستهدَفين، كما لم يتسنَّ التأكد من صحة هذه المعلومات من الجانب المصري.
تقدُّم "الوفاق" في محاور عدة
يأتي هذا في وقت تنفذ فيه القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبي عملية عسكرية بمنطقة ترهونة (90 كم جنوب شرقي طرابلس)، وهي المدينة الباقية من مدن غلاف العاصمة، الخاضعة لسيطرة أتباع حفتر.
وشنت قوات الوفاق هجوماً شاملاً على المدينة من 7 محاور، في 18 أبريل/ نيسان الجاري، وتمكنت من أَسر 102 عنصر، معظمهم من اللواء التاسع، بعد أن حررت مناطق جنوب مدينة القره بوللي (50 كم شرق طرابلس)، وتقدمت إلى المداخل الشمالية للمدينة، حتى لم يعد يفصلها عن وسط ترهونة سوى أقل من 8 كم.
ورغم أن معركة ترهونة لم تُحسم في اليوم الأول، فإن قوات الوفاق شددت الحصار عليها، وأحكمت سيطرتها على جميع مداخل المدينة باستثناء الجنوبية باتجاه مدينة بني وليد (180 كم جنوب شرقي طرابلس)، التي تدعم معظمُ كتائبها حفتر.
كما حققت قوات الوفاق انتصارات بمحاور جنوب طرابلس، بعد أن انسحب عدد من مقاتلي ترهونة منها إلى مدينتهم؛ وهو ما أدى إلى اختلال توازن ميليشيات حفتر القادمة من الشرق.
يأتي هذا في الوقت الذي حققت فيه حكومة الوفاق أكبر انتصاراتها عبر تحرير جميع مدن الساحل الليبي غرب طرابلس إلى الحدود التونسية، وأصبح الطريق الساحلي الاستراتيجي من مصراتة إلى معبر راس اجدير بالكامل تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وحررت قوات الوفاق مدينتي صرمان وصبراتة اللتين تبعدان أقل من 70 كم عن غرب طرابلس، بالإضافة إلى مدن العجيلات والجميل ورقدالين وزليتن، فضلاً عن معسكر العسة بالقرب من الحدود التونسية، ومنطقة مليتة النفطية، وبلدة المطرد شرق صرمان، والتي تساقطت جميعها خلال ساعات مثل أحجار الدومينو.
كانت ضربة قاتلة لحفتر فقدَ خلالها المنطقة الغربية الساحلية بالكامل باستثناء قاعدة الوطية الجوية، وأنهت قوات الوفاق بذلك أكبر تهديد على الجناح الغربي للعاصمة.