وصل فيروس كورونا إلى الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية، بعد مرور أكثر من ستة أسابيع على الإبلاغ عن أول إصابة بالفيروس في البلاد.
الديوان الملكي بالرياض بات مغلقاً بالكامل حتى إشعار آخر بسبب موجة فيروس "كورونا" التي ألقت بظلالها على الواقع السياسي في السعودية وعلى العائلة الحاكمة بالسعودية، خاصة بعد أن كشفت صحيفة نيورك تايمر إصابة 150 أميراً من العائلات الملكية بالفيروس.
مصادر خاصة لـ "عربي بوست" قالت إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نقل كل مستشاريه والعناصر المحيطة به بالديوان الملكي إلى منطقة نيوم على ساحل البحر الأحمر بعد مخاوف من تفشي الفيروس بين أوساط العائلة الحاكمة، وبعيداً عن أجواء الصخب والقلق التي تعيشها العائلة في ظل تفشي المرض.
من داخل إحدى قصوره الـ5 في منطقة نيوم التي تقع شمال غرب السعودية، يدير ولي العهد السعودي الآن شؤون البلاد، يساعده في ذلك عدد من مستشاري الديوان الملكي، على رأسهم رئيس الديوان الملكي فهد العيسى والمستشار بالديوان محمد التويجري ووزير الثقافة بدر بن عبدالله آل سعود، بالإضافة إلى كل من بدر العساكر مدير مكتبه الخاص بالديوان، ومستشاره الاقتصادي الألماني كلاوس كلاينفيلد.
وكان بن سلمان يتردد على القصور التي تقع في "نيوم" بشكل دوري مع المستشارين المقربين له، ومنهم سعود القحطاني قبل تغيبه عن المشهد السياسي بالكامل.
سلمان.. عزل نفسه بعيداً عن ابنه
أما العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز فقد عزل نفسه في قصر خاص يملكه في حي المرجان بمدينة جدة، والذي يضم عدداً من القصور الحديثة لكبار الأمراء في السعودية، ومنها قصر الأمير عبدالعزيز بن فهد، القريب من قصر الملك سلمان في المنطقة ذاتها، وبات من المعروف أنّ هذه المنطقة تشتهر بحداثتها وبعدها عن الاكتظاظ السكاني، وتعدّ من أرقى وأحدث المناطق والأحياء في مدينة جدة.
القصر الخاص الواقع في حي المرجان يعد من أملاك الملك سلمان غير المعروفة، حيث يستقبل فيه ضيوفه من حين لآخر، لذا لجأ إليه ليعزل نفسه بعيداً عن الأعين
وتؤكدّ المصادر الخاصة بأنّ الملك سلمان عمل بنصيحة أطبائه بالابتعاد عن مخالطة المواطنين والمسؤولين وضرورة العزل نظراً لحالته الصحية ومعاناته من أمراض مزمنة منها انسداد في شرايين القلب.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قد أشارت في تقريرها إلى أنّ الملك سلمان، وولي عهده، الأمير محمد، يعزلان نفسيهما في موقعين منفصلين على ساحل البحر الأحمر، خشية التقاط العدوى، لكنّ الصحيفة لم تشر إلى أماكن تواجدهما.
لكنها لفتت إلى أنّ "الملك سلمان، متواجد في قصر في إحدى الجزر على ساحل البحر الأحمر، قرب مدينة جدة، بينما ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، قد انسحب مع عدد من مستشاريه إلى موقع ناء على نفس الساحل، قرب الموقع المعلن لمشروع مدينة نيوم السياحية التي تعهد ببنائها.
الجزر غير مجهزة..
إلا أنّ مصادر خاصة أكدت لـ "عربي بوست" أنّ المنطقة المقصودة، لا يوجد بها أية تجهيزات، سواء بالقصور والمنتجعات على الساحل الغربي وتحديداً الجزر القريبة من مدينة جدة، وأن جميع الجزر في البحر الأحمر لا تحتوي على تجهيزات كافية تصلح لأغراض السكن أو لممارسة فترة النقاهة والرفاهية لأمراء العائلة الحاكمة.
الأمير خالد بن فرحان آل سعود المقيم في ألمانيا قال لعربي بوست، إن أفراد الأسرة المالكة يمتلكون عادة أكثر من قصر في المدن الرئيسية، ومنها قصور معروفة للشعب وأخرى تكون ملكيتها غير معروفة، يقضون فيها فترات الراحة والرفاهية.
ويضيف بن فرحان: الملك وولي العهد السعودي وحكومته اعتادوا كل عام الانتقال قبل عدة أيام تسبق شهر رمضان إلى قصر السلام بجدة، ومن ثمّ ينتقلون في الـ10 الأواخر برمضان إلى قصر الصفا بمكة المكرمة وذلك للإطلاع والإشراف على ترتيبات واستعدادات الحكومة السعودية في شهر رمضان بمكة والحرم المكي، إلا أنّ فيروس "كورونا" وحالة التأهب المعلنة بالسعودية أدت إلى تغيير واختلاف الترتيبات السنوية، وهذا ما تمثل بإلغاء حركة العمرة في مكة وفي شهر رمضان القادم بسبب مخاوف من تفشي الفيروس بين أوساط المعتمرين.
لماذا نيوم بالتحديد؟
اعتاد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التردد على منطقة نيوم للإشراف على سير المشروع الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2017، ويستهدف تنفيذ منطقة استثمارية وصناعية في المدينة الجديدة الواقعة على الساحل الشمالي الغربي من البحر الأحمر.
وتحظى هذه المنطقة باهتمام خاص من قبل ولي العهد السعودي، إذ يدشن فيها مشروعه المرتقب والمتضمن أراضي داخل الحدود المصرية والأردنية، ويأتي ضمن خطة تطوير المملكة 2030.