قال مسؤولون إسرائيليون وسوريون إن إسرائيل ستطلق سراح أسيرين سوريين، بعد أن استعادت رفات جندي مفقود منذ عام 1982، عثرت عليه قوات خاصة روسية في سوريا.
هذا الإعلان جاء بعد أسابيع قليلة من تسليم روسيا رفات الجندي الإسرائيلي زخاري باومل ومتعلقاته الشخصية إلى تل أبيب، حيث شارك هذا الجندي (21 عاماً)، في الغزو الإسرائيلي للبنان، وأُعلن فقده إلى جانب جنديين آخرين في معركة السلطان يعقوب.
من هما الأسيران السوريان اللذان ستفرج إسرائيل عنهما؟
ووفق وكالة رويترز، فقد ذكرت هيئة السجون الإسرائيلية أن الأسيرين هما أحمد خميس وزيدان الطويل.
وقالت إن أحمد خميس يبلغ من العمر 35 عاماً، وهو من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وعضو بحركة "فتح" الفلسطينية.
خميس سُجن في أبريل/نيسان 2005، وتمت محاكمته بالسجن مدة 18 عاماً حتّى 2023، بعد محاولته التسلل إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية، لشنِّ هجوم على الجنود.
وكانت نداء أبو سنينة، خطيبة خميس، التي تعرَّفت عليه خلال زيارتها أحد أقاربها في السجن، وتم عقد قرانهما قبل عامين، قالت لـ "رويترز" إن إدارة السجن أبلغتها أنه سيتم الإفراج عنه الخميس 25 أبريل/نيسان 2019، لكن ذلك لم يحدث.
وأضافت: "تواصلت معهم فقالوا إنه سيُفرج عنه خلال أيام… أحمد غير متأكد من وجهته بعد الإفراج: هل ستكون إلى سوريا أو إلى الضفة".
الأسير الثاني مهرب للمخدرات كان سيطلق سراحه لاحقاً هذا العام
أمّا الأسير الآخر فهو زيدان الطويل، البالغ من العمر 57 عاماً، وهو من قرية حضر الدرزية بريف السويداء.
سُجن في يوليو/تموز عام 2008، وتمت محاكمته بالسجن مدة 11 عاماً بتهمة تهريب مخدرات، وكان من المقرر أن يفرح عنه في يوليو/تموز 2019.
هل هناك صفقة بين سوريا وإسرائيل أدت لإطلاق سراح الأسيرين؟
تشير معطيات تسليم رفات الجندي، وإطلاق سراح الأسيرين إلى حدوث صفقة سرية بين إسرائيل من جهة والنظام السوري من جهة أخرى بوساطة من روسيا.
يُذكر أن موسكو تربطها علاقات جيدة مع إسرائيل، وتعد حليفاً أساسياً لبشار الأسد في الوقت نفسه.
الحكومة السورية نفت عقد أي صفقة، وما تم كان بوساطة روسية
ونأى الجانبان بنفسهما -على ما يبدو- عن ذكر ما إذا كانت الخطوة ضمن اتفاق مبادلة تم التوصل إليه بالتفاوض بين البلدين العدوَّين: إسرائيل وسوريا.
لكن مصدراً بالحكومة السورية أوضح لوكالة رويترز تفاصيل ما جرى، وأكد أنه سيتم إطلاق سراح اثنين أو أكثر من الأسرى السوريين، من السجون الإسرائيلية، بعد وساطة روسية.
وأضاف أن السلطات السورية ضغطت على موسكو، لتأمين إطلاق سراح الأسرى بعد أنباء تسليم رفات الجندي الإسرائيلي.
إسرائيل اعتبرت الأمر بادرة حسن نيّة
على الجانب الإسرائيلي، قال مسؤول طلب عدم نشر اسمه: "إسرائيل قررت خلال الأيام الماضية، إطلاق سراح أسيرين في بادرة حسن نية، فقط بعد استعادة رفات زخاري باومل".
أما روسيا، التي قالت دمشق إنها كانت الوسيط فيما جرى، فقد التزمت الصمت، ولم يصدر أي تعليق منها على الأمر حتى الآن.