انتشر مقطع فيديو لجندي سوداني يعزف على الساكسفون في مشهدٍ يجعلك تدرك ابتهاج الحركة الاحتجاجية في السودان، كما لفت أنظار بعض الصحف العالمية.
فبينما السماء مظلمة، التفّت حشودٌ من المدنيين حول جندي سوداني يرتدي زياً عسكرياً وينفخ في آلة السَّاكسُفون، بينما يرقص أحد المشاهدين على الموسيقى ولفّ علم السودان حول كتفي الجندي.
التُقط هذا المقطع وانتشر على الشبكات الاجتماعية خلال هذا الأسبوع، بعد عدة أشهر من احتجاجاتٍ شعبية، انتهت بإطاحة الجيش السوداني بالرئيس عمر حسن البشير، الذي حكم البلاد بقبضةٍ حديدية لمدة 30 عاماً.
ليست الفكرة في الموسيقى بل في عازفها الجندي
صحيفة Washington Post الأمريكية اهتمت بهذا المشهد الفني البسيط ورمزيته في احتجاجات السودان.
إذ سألت محمد ساتي، وهو سوداني يعمل أستاذاً مساعداً للإعلام والاتصالات في الجامعة الأمريكية بالكويت عن رأيه، وقال: "أعتقد أنَّ الرمزية لم تكن في الموسيقى التي عُزفت، فالموسيقى جزء من الحياة اليومية".
وأكد أن الرمزية تكمن في أن مَن يعزف الموسيقى هو جندي، خاصةً أن البشير كان ضابطاً بالجيش، وحكم الجيش البلاد لأكثر من 30 عاماً. ومشهد الجندي الذي يعزف الموسيقى وسط المحتجين يشير إلى أن هناك تغييراً يلوح في الأفق، وفق وصفه.
الموسيقى حاضرة في احتجاجات السودان
أظهرت مقاطع فيديو على الشبكات الاجتماعية بعض المحتجين السودانيين، وهم يعزفون الكمان والميلوديكا ويدقون الطبول، وباقي المحتجين يهتفون ويغنون حولهم.
إذ تمتلك السودان تاريخاً طويلاً من الموسيقى السياسية، ويبدو أنَّ هذه الأغاني لاقت استحسان الحشود المجتمعة في الخرطوم للمطالبة بأن تحل حكومة مدنية محل نظام البشير.
وهذه الاحتجاجات الشعبية، التي تحولت وسط زخمٍ هائل خلال الأسبوع الماضي إلى اعتصام واسع النطاق أمام القصر الرئاسي، كانت بالنسبة للكثيرين مناسبة سعيدة، ويبدو أيضاً أن بعض الجنود، مثل الجندي عازف الساكسفون، قد استمتعوا بالانضمام إلى الحدث.