قالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها ستحدّث الخرائط الحكومية الأمريكية، لتعكس قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان .
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، الأربعاء 27 مارس/آذار 2019، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، رداً على أسئلة موقع VOA News الأمريكي، الناطق باللغة الفارسية: "ستكون التغيرات في الخريطة متسقة مع الإعلان الذي وقع عليه الرئيس ترامب يوم 25 مارس/آذار 2019، قائلاً إن الولايات المتَّحدة تقر بأن هضبة الجولان جزء من دولة إسرائيل".
إعادة رسم الخرائط لإظهار هضبة الجولان كأراضٍ إسرائيلية
ممثل الإدارة الأمريكية للشؤون الإيرانية، براين هوك، أوضح في لقاءٍ آخر مع VOA الأربعاء، أن "وزارة الخارجية ستعيد رسم الخرائط الرسمية وتنشرها فور إتمامها. ستعكس الخرائط الحقائق على أرض الواقع، واحتياج إسرائيل لحدود مؤمّنة وحصينة يمكنها الدفاع عنها".
رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية في الرسالة سابقة الذكر، القول إذا ما كانت الولايات المتحدة تقر بحدود إسرائيل في هضبة الجولان كما رُسمت وفقاً لخط الهدنة عام 1974 بالجهة الغربية من المنطقة منزوعة السلاح والتابعة لسيطرة قوة مراقبة الفصل التابعة للأمم المتحدة (UNDOF).
وتعتبر إسرائيل الحد الغربي للمنطقة منزوعة السلاح (UNDOF)، المعروف أيضاً بالخط "أ"، هو حدودها مع سوريا.
أضاف المتحدث الرسمي رداً على سؤال يتعلق بالخط "أ": "تدعم الولايات المتحدة هدف السلام الآمن والمستمر بين إسرائيل وجيرانها، وضمن ذلك سوريا. ينبغي تحقيق هذا السلام من خلال نقاشات مباشرة. وإسرائيل حالياً لا تمتلك شركاء في السلام داخل سوريا".
قرار اعتبرته سوريا انتهاكاً للقانون الدولي
قال بنيامين كرسنا، نائب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، في لقاء مع VOA، الإثنين 25 مارس/آذار 2019: "أبرزت الحرب الأهلية السورية التي اندلعت عام 2011، والتي امتدت أحياناً لتشمل الأجزاء الخاضعة لسيطرة إسرائيل من الجولان، أهمية هضبة الجولان في إمداد إسرائيل بالعمق الاستراتيجي".
وأضاف بنيامين: "بالنظر إلى الأعمال الوحشية التي قامت بها القوات النظامية السورية، وفقدانها السيطرة، وهو ما سمح للعناصر الإرهابية بالاستيلاء على مناطق سورية، وتدخُّل إيران ووكلائها بعد ذلك، فكل هذا يشكل تهديداً لإسرائيل. ونتيجة لهذا، فإن إرساء عمق استراتيجي على الجولان هو المفتاح لأمننا… وهذا ما أكده إقرار الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل".
وشجبت سوريا قرار الولايات المتحدة بخصوص هضبة الجولان . قال بشار الجعفري وهو الممثل الدائم حالياً للجمهورية السورية لدى الأمم المتحدة، رداً على تغريدة ترامب التي نشرها على موقع تويتر يوم 21 مارس/آذار 2019، والتي أعلن فيها نيته اتخاذ هذا القرار، لبعض الصحفيين في اليوم التالي: "إنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقيم وأخلاقيات العلاقات الدولية".
لكن لحد الآن لم يقع أي تغيير
لم تتغير الخريطة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية بعد حتى يوم الأربعاء 27 مارس/آذار 2019، ولا تزال تشير إلى هضبة الجولان باعتبارها "محتلة من قِبل إسرائيل". لم يكن واضحاً كم سيستغرق تحديث هذه الخرائط وغيرها.
خرائط الحكومة الأمريكية الرسمية لإسرائيل معروضة للعامة على موقع World Factbook التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية، ومتاحة أيضاً للتحميل من موقع مكتبة الكونغرس.
خريطة موقع World Factbook لإسرائيل أقدم من خريطة إسرائيل على موقع وزارة الخارجية الإلكتروني، حيث لا تُظهر القدس عاصمةً لإسرائيل كما تظهرها خريطة وزارة الخارجية. اعترف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل في ديسمبر/كانون الأول عام 2017، ونقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس في مايو/أيار 2018.
في انتظار موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي
قدَّم في الشهر الماضي (فبراير/شباط 2019)، مشرعو القوانين الجمهوريون بالبيت الأبيض ومجلس الشيوخ قوانين مترافقة تسعى إلى تدوين إقرار الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان، وهو ما سيمنع -كما قالوا- أي رئيس أمريكي قادم من إلغاء إعلان ترامب.
وذكر موقع Al-Monitor الأمريكي، الثلاثاء 26 مارس/آذار 2019، أن "الديمقراطيين لم يوافقوا على دعم هذه القوانين، وحدهم المشرعون الجمهوريون يدعمون هذه التشريعات في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ. لم تصدر أي معلومات بشأن ما إذا كانت القوانين ستخضع للتصويت أو متى سيكون ذلك".
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية في رسالته إلى VOA: "إدارة ترامب لم تتخذ موقفاً بشأن تشريعات هضبة الجولان حتى الوقت الحالي". وأضاف: "التشريعات ليست مطلوبة لتنفيذ قرار الرئيس".