وقَّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين 25 مارس/آذار 2019، على مرسوم يعترف سيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها في حرب عام 1967، قبل أن تضمها عام 1981 في خطوة لم تلقَ اعترافاً دولياً.
جاء التوقيع في بداية اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض.
وأضفى المرسوم الصبغة الرسمية على بيان ترامب في 21 مارس/آذار 2019، والذي قال فيه إن الوقت حان للولايات المتحدة لأن "تعترف تماماً" بسيادة إسرائيل على الجولان. وتعطي هذه الخطوة -فيما يبدو- دفعة لنتنياهو قبيل انتخابات شديدة التقارب، في التاسع من أبريل/نيسان 2019.
اعتداء على سيادة سوريا على هضبة الجولان
وفي أول ردٍّ لسوريا على قرار الرئيس الأمريكي، وصفت وزارة الخارجية السورية، في بيان نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان بأنه "اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية".
وقالت الخارجية السورية في البيان: "تحرير هضبة الجولان بالوسائل المتاحة كافة وعودته إلى الوطن الأم، هو حق غير قابل للتصرف". وأضافت أن القرار "يجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب".
وذكر البيان أن لا شيء يمكن أن يغير "الحقيقة التاريخية بأن الجولان كان وسيبقى سوريّاً".
من جهته، ذكر ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، الإثنين 25 مارس/آذار 2019، أن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش "واضح (في القول) إن وضع الجولان لم يتغير"، وذلك بعد اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل على الهضبة الاستراتيجية.
وقال دوغاريك: "سياسة الأمم المتحدة بشأن الجولان انعكست في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإن تلك السياسة لم تتغير".
وكان مجلس الأمن تبنى بالإجماع عام 1981، قراراً يعلن أن قرار إسرائيل "فرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها في هضبة الجولان السورية المحتلة باطل وملغى، ولا أثر قانونياً له على الساحة الدولية".
تنديد عربي بالاعتراف الأمريكي
كما ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الإثنين، باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان .
وقال أبو الغيط: "إنه إعلان باطل شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً، تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، بل في العالم".
وأضاف في بيان: "هذا الإعلان الأمريكي لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئاً. هضبة الجولان أرض سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أيُّ دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع، لتأكيد هذا المعنى".
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن تركيا ترى أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان غير مقبول، وإنها ستتخذ إجراءات ضد القرار، وضمن ذلك في الأمم المتحدة.