بثّ مقاتلو داعش مقطع فيديو من مدينة باغوز السورية، يقولون فيه: "غداً سنكون في الجنة" ويحثون أتباعهم على الصمود، فيما تقترب القوات الكردية بحذر من البلدة المدمَّرة التي تؤوي ما تبقى من أتباع داعش المتعصبين.
يعدّ هذا المقطع، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، واحداً من ضمن المقاطع القليلة التي بثها التنظيم المتشدد في الأشهر الأخيرة، وهو يحاول إظهار المقاتلين متماسكين وصامدين في مواجهة حرب دامت 5 سنوات وتلفظ الآن أنفاسها الأخيرة.
تُظهر لقطة من الفيديو مجموعة صغيرة من المقاتلين تجمعوا حول قدر من الطعام، في تناقض صارخ مع مقاطع الفيديو المبهرة والمكلفة التي اشتهر بها داعش في سنواته الأولى، والتي كان يحث فيها الناس بانتظام على الانضمام إلى دولة فاضلة قائمة على التعاليم الإسلامية التي سادت في القرن السابع.
في المقطع الذي استمر لمدة دقيقتين، والذي جُمعت لقطاته خلال واحدة من فترات الهدوء الكثيرة التي تخللت القتال مع قرب دخول القوات الكردية، زعم أحد المقاتلين الذي عرَّف نفسه بأنه أبو عبدالعظيم، أن التنظيم تعرض للاضطهاد منذ أن اجتاح شرق سوريا وغرب العراق منذ 5 سنوات.
ويقول: "ما ذنبنا؟ ما جريمتنا؟ لماذا تقصفنا الطائرات، لماذا تتحد جميع الدول الكافرة لمحاربتنا؟ لماذا نحن محاصرون؟ ولماذا يقصفوننا ليلاً ونهاراً، والعالم صامت، بل وتتحد دوله جميعاً لقتالنا وشن حرب علينا؟ أردنا تطبيق الشريعة".
وأضاف: "غداً، إن شاء الله، سنكون في الجنة وهم سيحترقون في جهنم".
كشف المقطع عن أن جزءاً من باغوز على الأقل لا يزال صالحاً للعيش، فيما تدخل الحرب أسبوعها الرابع. وكان الرجال والنساء يتجولون بحرية في ما بدا أنه أحد الشوارع الرئيسية.
فر أكثر من 30 ألف شخص من المدينة في الأشهر الأخيرة، وهو رقم أذهل القوات الكردية وأثقل كاهل المخيمات التي أُقيمت لاستقبال أحدث لاجئي الحرب، وكثير منهم من أفراد عائلات أبرز أتباع التنظيم.
قال قادة عسكريون أكراد إن أكثر من ألفي شخص فروا من "باغوز" الثلاثاء 12 مارس/آذار، وهو نزوح جماعي يزعمون أنه جعلهم أقرب إلى نصر أكيد تأجل كثيراً في شرق سوريا.
بعد أن سقطت كل المدن والبلدات التي كانت تحت سيطرة داعش في أيدي الأكراد، حاول قادته تغيير روايتهم من قصة التنظيم الذي يمكنه الاستيلاء على الأراضي إلى التنظيم الذي يدافع عن الإسلام ضد الحرب الدائمة عليه.
ولم يكن من السهل إقناع الكثير من أتباع التنظيم بأن خسارة الخلافة أمر بسيط، وهم الذين انجذبوا إليه عامي 2014 و2015، وهو في أوج قوته، قبل أن تبدأ حملة عسكرية دولية شُنت لتدمير معظم أهدافه.