احتج مئات السوريين في مدينة درعا، الأحد 10 مارس/آذار 2019، على إقامة تمثال جديد للرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس السوري بشار الأسد، بعد ما يقرب من 8 أعوام على إسقاط التمثال الأصلي في بداية الثورة السورية.
وقال متظاهرون وشهود إن السكان خرجوا إلى شوارع الحي القديم بالمدينة، الذي دمرته الحرب، داعين لإسقاط الأسد قبل أيام من الذكرى الثامنة لبدء الأزمة.
وهتف المتظاهرون "سوريا لينا مو لدار الأسد" وذلك في الوقت الذي أغلقت فيه قوات النظام المنطقة لمنع انضمام سكان من مناطق أخرى بالمدينة للمظاهرة.
#درعا اليوم
مظاهرات رداً على نصب تمثال لحافظ الأسد مكان التمثال الذي أحرقه أهالي درعا قبل ثماني سنوات في ٢٥-٣-٢٠١١
درعا ثورة دائمة لا تموت
من هتافات أحرار سوريا:
شمس الحرية طلعت من درعا البلد
وعاشت سوريا ويسقط بشار الأسد pic.twitter.com/x5B8ttDsJd— أحمد أبازيد (@abazeid89) March 10, 2019
وكانت درعا مهداً للثورة السورية على حكم أسرة الأسد في عام 2011، وهي الاحتجاجات التي قابلها النظام السوري بقوة مفرطة مما أدى إلى سقوط قتلى قبل انتشارها في أنحاء سوريا.
واستعاد النظام السوري، بدعم جوي من روسيا وبدعم من جماعات مسلحة إيرانية، السيطرة على درعا من قبضة المعارضة المسلحة في يوليو/تموز في إطار سعيه لاستعادة السيطرة على معظم أنحاء سوريا.
مشاعر الاستياء تتزايد لدى السكان
لكن سكان في درعا قالوا إن مشاعر الاستياء تتزايد بينهم منذ ذلك الحين بسبب تعزيز الشرطة السرية التابعة للأسد سيطرتها مجدداً على المدينة.
وأعلنت الحكومة الأحد عطلة لموظفيها ولتلاميذ المدارس لحضور تجمع موال للحكومة احتفالاً بتنصيب تمثال برونزي جديد لحافظ الأسد في نفس مكان التمثال السابق الذي أسقطه المحتجون.
وقال شاهد إن هذ التجمع انفض بعد أن أثار إطلاق نار من مكان قريب من الميدان ذعراً بين الحضور.
ورفعت مجموعة من الشبان يحتجون في الحي القديم في درعا لافتة تؤكد أن التمثال الجديد سيسقط؛ لأنه ينتمي إلى الماضي، وأنهم لا يرحبون بنصبه في هذا المكان.
وقال المحامي والنشط عدنان المسالمة: "الناس اجتمعت دون تنظيم للتظاهر سلمياً حول مطالب محقة".
وبعد سيطرة قوات الحكومة على درعا الصيف الماضي اختار سكان كثيرون البقاء فيها بدلاً من الذهاب إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال سوريا؛ حيث تجمع عشرات الآلاف من النازحين الآخرين من مناطق استردها النظام.
وكُتب على لافتة أخرى "البلد دُمر وبدل الإعمار تنصب تذكاراً". وأعادت السلطات السورية نصب تماثيل ضخمة عديدة للأسد الأب بعد الانتصارات العسكرية التي أدت إلى استعادة الأسد الابن معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة قبل ذلك.
ويشكو سكان كثيرون في محافظة درعا من عدم عودة الخدمات بشكل كامل ومن انقطاع مزمن للكهرباء، في حين يخشى شبان كثيرون من قيام السلطات بحملة تجنيد عسكري لقتال ما تبقى من قوات المعارضة.
ويقول بعض السكان إن فصائل محلية مسلحة مدعومة من إيران تهيمن الآن على جنوب سوريا الذي يحتل موقعاً استراتيجياً ويجاور الأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة إلى الغرب، وإن هذه الفصائل تتصرف دون خوف من عقاب؛ لأن الحكومة المركزية أضعف من فرض سلطتها على تلك المنطقة.