قال شهود إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المشاركين في الاحتجاجات في السودان الذين نظموا مسيرات ورددوا هتافات مناهضة للحكومة وإسقاط عمر البشير عقب صلاة الجمعة 22 فبراير/شباط 2019، في مسجد كبير قرب العاصمة السودانية.
والمظاهرات التي شهدتها مدينة أم درمان خارج مسجد السيد عبد الرحمن المهدي هي الأحدث في ما أصبح احتجاجات شبه يومية في البلاد منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018.
وردد المحتجون هتافات تقول: "الثورة خيار الشعب" و "تسقط بس" في إشارة إلى أن مطلبهم الوحيد هو انتهاء حكم الرئيس عمر البشير.
وقامت قوات الأمن بتعزيز وجودها في شوارع الخرطوم ونشرت أعداداً كبيرة من ضباط الشرطة تحسباً لانطلاق الاحتجاجات في السودان .
كانت الاحتجاجات قد اندلعت في بادئ الأمر بسبب زيادات في الأسعار ونقص في السيولة لكن سرعان ما تطورت إلى احتجاجات ضد حكم البشير القائم منذ ثلاثة عقود.
برنامج المعارضة.. أسبوع من الاحتجاجات في السودان
من جهة اخرى، قالت وسائل إعلام سودانية، إن السلطات أطلقت الجمعة، سراح 6 من قادة المعارضة كانت قد اعتقلتهم قبيل مشاركتهم في التظاهرات التي شهدتها الخرطوم الخميس 21 فبراير/شباط.
ونقلت قناة "الحرة"، عن مراسلها، إن جميع من أُطلق سراحهم ينتمون لحزب الأمة المعارض ومن بينهم نائبة رئيس الحزب مريم الصادق المهدي.
وانتقدت المهدي إجراءات السلطات السودانية المتمثلة بإطلاق سراح بعض المعتقلين والإبقاء على آخرين ووصفته بأنه "يمثل سياسة فرِّق تسد التي تنتهجها الحكومة"، مشيرة إلى أن قوى المعارضة عازمة على المضي قدماً نحو "تحقيق الأهداف والغايات التي تلبي تطلعات الشعب".
وأصدرت 3 قوى معارضة "تجمع المهنيين السودانيين ونداء السودان والإجماع الوطني" بياناً مشتركاً رفضت فيه اعتقال قادة المعارضة، مشددة على أن هذه الإجراءات "لن تجعلها تتراجع".
وأعلنت هذه القوى جدولاً جديداً الاحتجاجات في السودان الأسبوع المقبل يبدأ اعتباراً من الجمعة عبر تنظيم مظاهرات واعتصامات ليلية في أحياء العاصمة ومدن الولايات.
بينما يسارع عمر البشير لتطويق الأزمة
قرر الرئيس السوداني عمر البشير، الجمعة، استدعاء جميع ولاة السودان، كما أعلن عن إجراء تعديلات وصفت بواسعة النطاق على هياكل حزب "المؤتمر الوطني" الذي يرأسه بجانب تعديلات في مناصب الولاة ومؤسسة الرئاسة.
ويقول نشطاء إن نحو 60 شخصاً قتلوا في الاحتجاجات بينما تشير الأرقام الرسمية إلى مقتل 32 شخصاً منهم ثلاثة من رجال الأمن.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين خلال الاحتجاجات في السودان واعتقلت أشخاصاً من بينهم أعضاء في حزب معارض ونشطاء وصحفيون.
والبشير مطلوب في المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تدبير إبادة جماعية في منطقة دارفور لكنه ينفي التهم الموجهة إليه، ويضغط من أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول التي تعتبرها واشنطن راعية للإرهاب.
ويقول اقتصاديون إن الإدراج بالقائمة حال دون حصول البلاد على مساعدات مالية أو تدفق استثمارات كان ينتظرها بعد قرار واشنطن رفع العقوبات عن السودان في 2017.
ويزيد السودان بوتيرة سريعة المعروض النقدي في محاولة لتمويل عجز الميزانية، مما يؤدي إلى تفاقم التضخم وتراجع كبير في قيمة العملة.
ماذا يحدث في السودان؟.. صفقة سرية برعاية أممية لرحيل البشير، والرئيس يناور