في ظل الصمت الرسمي بالرباط والرياض بشأن التوتر الدبلوماسي الأخير الذي خيم على العلاقات المغربية-السعودية ، واستدعاء المغرب ممثله في الرياض، خرج السفير المغربي لدى السعودية ليؤكد خبر استدعائه من قِبل وزارة خارجية بلاده للعودة إلى الرباط.
فقد أكد مصطفى المنصوري، سفير المغرب لدى المملكة العربية السعودية، أن سلطات بلاده استدعته من الرياض، وذلك قصد "التشاور بشأن العلاقات بين البلدين"، ووصف الدبلوماسي المغربي الأمر بأنه "مجرد سحابة عابرة".
قضية الصحراء تؤزم العلاقات المغربية – السعودية
أوضح السفير مصطفى المنصوري، في تصريح لموقع Le360 المغربي المقرب من السلطة، أن سبب استدعائه يتعلق بالمستجدات التي طرأت أخيراً على مستوى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد بث قناة "العربية" السعودية تقريراً مصوراً "ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية"، والذي اعتُبر رد فعل على ظهور وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، في برنامج حواري مع قناة "الجزيرة" القطرية.
وأكد المنصوري أنه جرى استدعاؤه إلى الرباط منذ 3 أيام؛ قصد التشاور بشأن هذه المستجدات، معتبراً أن "الأمر عادي في العلاقات الدبلوماسية حينما تعبرها بعض السحب الباردة".
وأشار المسؤول المغربي إلى أن "الأمور سرعان ما ستعود إلى حالتها الطبيعية"، مذكِّراً بمتانة العلاقة التاريخية الأخوية التي تربط المملكتين المغربية والسعودية.
موقع المغرب من الأزمة الخليجية والحرب اليمنية
ونقلت وكالة أسوشييتد برس، الخميس 7 فبراير/شباط 2019، أن مسؤولاً حكومياً مغربياً قال إن المملكة انسحبت من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، في أول تصريح من هذا النوع.
وذكرت الوكالة أن المسؤول المغربي لم يذكر مزيداً من التفاصيل، مضيفة أن الحكومة المغربية لم تكشف عن تفاصيل مشاركة قواتها في التحالف العربي ضد الحوثيين.
كما أفادت بأن الرباط استدعت سفيرها لدى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن حدة التوتر تصاعدت بين الرباط والرياض، وسط مخاوف دولية بشأن الأعمال السعودية في حرب اليمن، وقضايا أخرى.
التصريح الجديد يأتي بعد أيام قليلة على خروج وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، على قناة "الجزيرة" القطرية، مصرحاً بحدوث تغيير بالمشاركة المغربية في التحالف العسكري باليمن، ومتحدثاً عن مآسٍ إنسانية تعيشها المنطقة، قال إنه أصبح من الضروري أن يأخذها المغرب بعين الاعتبار.
التصريح بالانسحاب من التحالف العسكري، الخميس، يأتي بعد حديث صريح لبوريطة عن غياب المغرب عن أهم المناورات العسكرية التي قادتها السعودية بمشاركة دول التحالف، بالإضافة إلى عدم حصور المغرب عدداً من اللقاءات الوزارية بين الدول المشاركة في الحرب.