سيكون البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، أول بابا يزور شبه الجزيرة العربية، التي تعد مهد الإسلام، عندما يقيم القداس الإلهي هذا الأسبوع أمام حوالي 120 ألف شخص في أبوظبي.
إذ دعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، البابا، لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، للمشاركة في لقاء دولي للحوار بين الأديان، كجزء من فعاليات "عام التسامح" في الدولة الخليجية.
لكن فرانسيس يواجه انتقادات بسبب الزيارة التي ستستمر ليومين، بسبب دور الإمارات في الحرب في اليمن، كونها عضواً في التحالف الذي تقوده السعودية ضد حركة الحوثيين المسلحة، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
جدول أعمال الزيارة
وسيُجري البابا، الذي سيصل إلى أبوظبي، مساء اليوم الأحد 3 فبراير/شباط 2019، محادثات مع ولي العهد، وسيلقي كلمة في لقاء حوار الأديان، وسيقيم القداس في استاد رياضي، وسيضع حجر الأساس مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، لمسجد وكنيسة جديدين.
وسيوقع الزعيمان الدينيان اتفاقاً عالمياً "للسلام والأخوة والاحترام المتبادل، نيابة عن المليارات من أتباعهما في جميع أنحاء العالم".
وفي رسالة فيديو سُجلت قبل الرحلة، قال فرانسيس، إن الإمارات سعت لأن تكون "نموذجاً للتعايش والتآخي والتلاقي بين الحضارات والثقافات المختلفة". وهو يتطلع إلى كتابة "صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الأديان، للتأكيد على أننا إخوة وأخوات، رغم اختلافاتنا".
وقد أعلنت الإمارات عام 2019 "عاماً للتسامح"، حتى تروِّج لنفسها على أنها دولة معتدلة ومستقرة وشاملة.
كما أطلقت الحكومة قانوناً مناهضاً للتمييز، ووزارة للتسامح، ومعهداً دولياً للتسامح لمواجهة التطرف والترويج لدولة الإمارات كنموذج يُحتذى به في التعايش.
والجدير بالذكر أن هناك أكثر من 200 جنسية تعيش في الإمارات، إذ إن ما يُقدر بنحو 90% من السكان البالغ عددهم 9.6 مليون نسمة هم من المغتربين، وأغلبهم من جنوب شرق آسيا.
ويشكل المسلمون ثلاثة أرباع السكان، بينما يشكل المسيحيون 9%، والهندوس 7%، فيما يشكل البوذيون 2%، وفقاً لموقع استعراض سكان العالم World Population Review.
ومن المتوقع أن يشكل الكاثوليك من الجالية المغتربة غالبية من يحضرون القداس، يوم الثلاثاء 5 فبراير/شباط.
لماذا تعد الزيارة تاريخية؟
قال الأسقف بول هيندر، النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية -رئيس الكنيسة الكاثوليكية في الإمارات والبحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية واليمن- إن زيارة فرانسيس إلى "قلب الإسلام"، من شأنها أن "تشكل علامة، وهي أننا يجب أن نبني الجسور، حتى وإن كنا لا نؤمن بنفس الأشياء".
وقال لمجلة Alle Welt، وهي مجلة كاثوليكية: "إن هذه الزيارة هي بلا شك زيارة تاريخية، لأن البابا لم يذهب إلى شبه الجزيرة العربية من قبل، وحتى وقت قريب كان يعتبر أمراً غير وارد". وأضاف أن المسيحيين في الخليج كانوا "ينتظرون هذه الزيارة منذ وقت طويل للغاية".
وأضاف: "أخشى أن البعض منهم قد يشعر بخيبة أمل، لأنه ليس كل من يرغب في الحضور سيتمكن من ذلك لأسباب لوجيستية".
وقال إن السكان العرب "منفتحون ومتحمّسون للغاية لتلك الزيارة".
لكن إميل نخلة، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قال إن الزيارة البابوية لا يمكن تبريرها عندما تكون الإمارات متورطة في الحرب في اليمن.
سيفقد البابا جزءاً من مصداقيته
وقال لصحيفة National Catholic Reporter الأمريكية: "ليس من الجيد لمظهر البابا أن يزور الإمارات العربية المتحدة، فيما لا يزالون متورطين في جميع أنواع الفظائع الإنسانية في اليمن".
وأضاف: "إذا لم يُثر البابا هذه القضية، فإنه سيفقد جزءاً كبيراً من مصداقيته في الشرق الأوسط".
وقال الأب بول لانسو، من منظمة السلام الكاثوليكية Pax Christi International، إنه يأمل أن يتمكن البابا من "إقناع قيادة الإمارات بإيجاد سياسة أخرى بشأن اليمن".
وقالت الأمم المتحدة، العام الماضي، إن التحالف الذي تقوده السعودية قتل الآلاف من اليمنيين في الغارات الجوية، وربما ارتكبوا جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وقال مسؤولون من الأمم المتحدة، هذا الشهر، إن أكثر من 10 ملايين شخص في اليمن معرضون لخطر المجاعة.