سخر الرئيس السوداني عمر البشير من استخدام معارضيه لمواقع التواصل الاجتماعي لحشد المحتجين ضدَّ حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود، وقال إن الحكومات والرؤساء لا يمكن تغييرهم عبر واتساب وفيسبوك.
ودأب منظمو الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي هزت السودان لأسابيع، على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وواتساب وتويتر، لحشد المتظاهرين.
وقال البشير، الخميس 31 يناير/كانون الثاني 2019، أمام المئات من مناصريه في تجمع بثه التلفزيون في مدينة كسلا شرقي البلاد "الحكومات والرؤساء لا يتم تغييرهم عبر الواتساب والفيسبوك، وإنما عبر الانتخابات".
وأضاف: "لا بد من إرضاء جماهيرنا، وخاصة الشباب، وهم مركز اهتمامنا لنؤمن ليهم مستقبلهم والمشاركة عبر الجلوس والحوار معهم".
الاحتجاجات ضد الرئيس السوداني متواصلة والشرطة تقابلها بالقمع
من جهة أخرى، تواصلت الاحتجاجات اليومية في مجموعة من المدن السودانية، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في العاصمة الخرطوم الخميس، بحسب شهود عيان، بعد أن دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى تظاهرات جديدة في جميع أنحاء البلاد ضد الرئيس السوداني عمر البشير.
وهتف المتظاهرون "حرية، سلام، عدالة" وهو الشعار الذي انطلق مع حركة الاحتجاجات التي تهز السودان منذ أسابيع. وخرج المتظاهرون إلى شوارع الخرطوم وأم درمان.
وصرَّح أحد شهود العيان لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين شمال الخرطوم، ولكنهم واصلوا التظاهر".
كما تجمع المحتجون في العديد من القرى في ولاية الجزيرة جنوبي العاصمة، بحسب شهود عيان.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود حركة الاحتجاجات، إلى احتجاجات يومية من أجل إسقاط حكومة الرئيس السوداني عمر البشير، ولكن لم يُسجل سوى عدد قليل منها في الأيام القليلة الماضية.
انطلقت الاحتجاجات في السودان، في 19 ديسمبر/كانون الأول، عندما نزلت حشود غاضبة إلى الشارع، للاحتجاج على زيادة الحكومة سعر الخبز ثلاثة أضعاف.
والنشطاء يوثقون اشتباكات المتظاهرين مع قوات الأمن
وتنامت التظاهرات لتتحول إلى احتجاجات مناهضة للحكومة تطالب الرئيس السوداني عمر البشير بالتنحي.
ووثق النشطاء الاحتجاجات التي اندلعت، في 19 ديسمبر/كانون الأول، من خلال نشر الكثير من صور الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقود التظاهرات تجمع المهنيين السودانيين، الذي يُصدر بشكل منتظم إعلانات على الإنترنت للتظاهرات المقبلة، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد مسؤولون حكوميون على أن 30 شخصاً قُتلوا في أعمال عنف بين الشرطة والمتظاهرين، في حين تحدثت المنظمات الحقوقية عن 40 قتيلاً.
وانطلقت التظاهرات أساساً للاحتجاج على رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف، لكنها تحولت إلى تظاهرات للمطالبة بإنهاء حكم البشير، ونظّمت في مختلف أنحاء البلاد.