في الوقت الذي يزور فيه الرئيس السوداني عمر البشير الدوحة، في أول زيارة خارجية له، أصدرت الخرطوم قراراً بسحب تراخيص عمل ثلاثة صحفيين من قناة الجزيرة، يغطون التظاهرات المناهضة للحكومة في أرجاء البلد العربي الإفريقي.
ووصفت قناة الجزيرة القطرية، أمس الثلاثاء 22 يناير/كانون الثاني 2019، قرار الخرطوم بـ "المتعسف".
وقالت القناة في بيان: "تدين شبكة الجزيرة للإعلام هذا القرار المتعسف الفاقد لأي مبررات موضوعية، والمناقض لحرية الإعلام".
وأكدت أن "مراسليها ملتزمون بسياستها التحريرية في تغطية الشأن السوداني، وتطورات الأحداث الجارية في البلاد".
الحملة تطال صحفيين آخرين
وقالت المحطة إنّ جهاز الأمن السوداني أبلغ مدير مكتب شبكة الجزيرة الإعلامية في الخرطوم "سحب رخصتي عمل الزميلين أسامة سيد أحمد وأحمد الرهيد المراسلين في المكتب، وسحب ترخيص الزميل المصور بقناة الجزيرة مباشر بدوي بشير".
وذكرت وسائل إعلام سودانية أنّ السلطات سحبت تراخيص عمل صحفيين في قناة "العربية" المقربة من السلطات السعودية ووكالة أنباء الأناضول التركية.
ووصل الرئيس السوداني عمر البشير، الثلاثاء، إلى قطر في زيارة تستمر يومين، في أول رحلة إلى الخارج منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظامه.
وتقيم قطر والسودان علاقات جيّدة وهما حليفتان منذ زمن بعيد، ويقدّر عدد الرعايا السودانيين المقيمين في الإمارة الخليجية بنحو 60 ألفاً.
وهذه أول زيارة خارجية للبشير منذ اندلاع احتجاجات في 19 كانون الأوّل/ديسمبر عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وتصاعدت حدّتها مذّاك، لتتحوّل إلى تظاهرات واسعة ضدّ حكم البشير المستمرّ منذ ثلاثة عقود.
وخلّفت موجة الاحتجاجات في السودان 26 قتيلا بينهم اثنان من عناصر الأمن، بحسب حصيلة رسمية، إلا أن منظمات دولية منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية تقول إن الحصيلة بلغت 40 قتيلا بينهم أطفال وعناصر من الكادر الطبي.
ويرى محللون أن هذه الاحتجاجات تشكل أكبر تحد للرئيس البشير منذ وصوله إلى السلطة في 1989 في انقلاب دعمه الإسلاميون.
وتطال نظام البشير اتّهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحقّ الرئيس السوداني عامي 2009 و2010 لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور.