افتتح الرئيس اللبناني، ميشال عون، صباح الأحد 20 يناير/كانون الثاني 2019، القمة العربية الاقتصادية في دورتها الرابعة التي تستضيفها بيروت، وسط غياب الغالبية الساحقة من الرؤساء والقادة العرب.
ومن المفترض أن تبحث "القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية" مشاريع قرارات، أعدها وزراء الخارجية، حول 29 بنداً مطروحاً على جدول الأعمال، وفي طليعتها دعم الاستثمارات بالدول التي تستضيف لاجئين سوريين، والإسراع في إنشاء الاتحاد الجمركي العربي.
ويحضر القمة، فقط إلى جانب عون، كلٌّ من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني؛ والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
قمة بلا رؤساء
واعتذر عدد من الرؤساء، في الأيام الأخيرة، عن الحضور، من دون تقديم أسباب واضحة، آخرهم الرئيسان التونسي والصومالي.
ووصل، السبت 19 يناير/كانون الثاني 2019، إلى بيروت عدد من المسؤولين العرب من رؤساء حكومات ووزراء، لتمثيل قادتهم المتغيبين عن القمة.
وانتقدت صحف لبنانية، خلال الأيام الماضية، الحضور القيادي الهزيل في القمة، ووصفتها صحيفة "النهار" بـ "قمة بلا رؤساء".
وعقد وزراء الخارجية والاقتصاد العرب، الجمعة 18 يناير/كانون الثاني 2019، اجتماعاً تمهيدياً لبحث جدول أعمال القمة، وأعدوا مشاريع قرارات تتعلق بـ29 بنداً، وقد اطلعت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منها.
مشاريع تناقشها القمة
ومن بين مشاريع القرارات المطروحة، دعوة المجتمع الدولي لدعم الدول العربية التي تستضيف لاجئين سوريين، على أن يجري تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الدعوة لعقد اجتماع يضم الجهات الدولية المانحة والمنظمات الدولية المعنيَّة.
ومن بين الأمور المطروحة، والتي يجدر بتها وسط انقسامات بين الدول المعنية حول صياغتها، التشجيع على العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى المناطق التي توقُّف فيها القتال.
وتشمل مشاريع القرارات أيضاً دعوة الدول الأعضاء والمؤسسات المالية والجهات المانحة لـ "تقديم دعم فني ومادي للجمهورية اليمنية" يسهم في إعادة الإعمار.
وبالنسبة إلى الاتحاد الجمركي العربي، الذي كان من المفترض إقامته في عام 2015 بعد بحثه في دورات سابقة، كان آخرها بالرياض في 2013، ينص أحد مشاريع القرارات على دعوة الدول العربية إلى الإسراع في استكمال المتطلبات اللازمة لإقامته.
وطغت على التحضيرات للقمة، خلال الفترة الماضية، نقاشات حول إمكان دعوة سوريا لحضورها، بعد أن علّقت الجامعة العربية في عام 2011 عضويتها، على خلفية القمع الذي مارسته بحق المتظاهرين ضد النظام السوري آنذاك، قبل تحوُّل التحركات السلمية إلى نزاع دامٍ ومدمر لا يزال مستمراً.
إلا أن الفترة الماضية شهدت انفتاحاً عربياً تجاه دمشق، تمثَّل أساساً بزيارة الرئيس السوداني عمر البشير العاصمة السورية، ليكون أول رئيس عربي يزورها منذ بدء النزاع، ثم إعادة كل من الإمارات العربية والبحرين فتح سفارتيهما لدى سوريا.
ودعا وزير الخارجية اللبنانية، جبران باسيل، الجمعة 18 يناير/كانون الثاني 2019، خلال اجتماع الوزراء العرب، لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قال الخميس 17 يناير/كانون الثاني 2019، إن عودة سوريا إلى الجامعة تنتظر "التوافق العربي".