حاول مئات المتظاهرين الأحد 20 يناير/كانون الثاني 2019 التوجه نحو مقر البرلمان السوداني في منطقة أم درمان، إلا أن شرطة مكافحة الشغب منعتهم وأطلقت عليهم الغاز المسيّل للدموع.
وتتواصل التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس عمر البشير في السودان للشهر الثاني على التوالي والتي انطلقت في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وتصاعدت حدتها مذاك لتتحول إلى تظاهرات واسعة.
وقال شهود عيان الأحد، إن المتظاهرين هتفوا "حرية سلام عدالة"، وهو الشعار الرئيسي في الاحتجاجات، و"تسقط بس، تسقط بس".
كما نظم المحتجون تظاهرات في منطقة بوري شرق العاصمة التي شهدت مواجهات في 17 يناير/كانون الثاني 2019 وضاحية بحري الشمالية.
وقال اتحاد المهنيين السودانيين الذي يقود الحركة الاحتجاجية ويمثل نقابات الأطباء والمعلمين والمهندسين في بيان إن "المحتجين سيقدمون للبرلمان مذكرة تدعو البشير للتنحي".
ودعا الاتحاد إلى تظاهرات جديدة على مدى عدة أيام خلال الأسبوع المقبل.
وذكر الاتحاد أن مسيرات أخرى ستخرج في الخرطوم الأحد بينما يتوقع أن تشهد العاصمة وأم درمان تظاهرات ليلية الثلاثاء.
وأفاد بيان الاتحاد أن الخميس سيشهد خروج مسيرات في كافة أنحاء السودان.
وتفيد الأرقام الرسمية أن 26 شخصاً، بينهم عنصرا أمن قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 19 كانون الأول/ديسمبر. لكن منظمة العفو الدولية أشارت الأسبوع الماضي إلى أن حصيلة القتلى بلغت أكثر من أربعين.
احتجاجات في الخرطوم
شكلت هذه التظاهرات التحدي الأكبر للرئيس البشير الذي جاء إلى السلطة عام 1989 في انقلاب مدعوم من الإسلاميين.
كما تأتي في وقت يعاني فيه السودان من أزمة اقتصادية يغذيها نقص حاد في العملة الاجنبية وانكماش متصاعد أدى إلى مضاعفة أسعار الغذاء والدواء.
وقادت شرطة مكافحة الشغب السودانية وجهاز الأمن والمخابرات الوطني حملة خاطفة ضد الحركة الاحتجاجية التي شهدت اعتقال معارضين وناشطين وصحفيين منذ اندلاع التظاهرات.
البشير: مندسون ومتآمرون استغلوا الاحتجاجات للتخريب
وأثار الرد العنيف للحكومة انتقادات دولية، واتهمت منظمة العفو الدولية الأجهزة الأمنية السودانية باستخدام العنف ضد المتظاهرين.
ورفض البشير في كلمة في بلدة الكريدة بولاية النيل الأبيض جنوب الخرطوم هذه الاتهامات وقال إن "أناساً من وسط المتظاهرين هم الذين قتلوا المتظاهرين".
وأضاف "آخر مثال على ذلك هو الدكتور الذي قتل في بوري (في شرق الخرطوم). فقد قتل بسلاح لا يستخدمه الجيش أو جهاز الأمن أو الشرطة".
وقال إن "المتآمرين والمندسين هم من يقتلون المتظاهرين من داخل المظاهرات، واستغلوا ما حدث للتخريب كي يدمروا البلاد مثلما تدمرت سوريا واليمن".
وقالت سارة جاكسون نائبة مدير برنامج شرق إفريقيا في منظمة العفو الدولية الجمعة إنه "أمر مروع استمرار أجهزة الأمن السودانية باستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين والذين يقدمون خدمات رئيسية مثل الأطباء".
وأفادت منظمة العفو الدولية عن تعرض المنشآت الطبية لهجمات متكررة من قبل أجهزة الأمن، وقالت إنها أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي داخل المستشفيات كما إنها ضربت أطباء واعتقلتهم.