توفي 15 من أطفال سوريا اللاجئين غالبيتهم من الرضع، جراء البرد القارس والنقص في الرعاية الصحية، وفق ما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الثلاثاء 15 يناير/كانون الثاني 2019، في تقرير حول أوضاع أطفال سوريا اللاجئون .
ولقي الأطفال، وبينهم 13 لم يبلغوا عمر السنة وعمر أصغرهم ساعة واحدة فقط، حتفَهم في مخيم الركبان، الواقع في جنوب شرقي سوريا، قرب الحدود مع الأردن، الذي يعاني من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وآخرون خلال الرحلة الشاقة بعد الفرار من آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرقي البلاد.
البرد يقتل أطفال سوريا اللاجئين في مخيم الركبان
وقال خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف في الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، في بيان: "تتسبَّب درجات الحرارة المتجمدة والظروف المعيشية القاسية في الركبان (…) في تعريض حياة الأطفال للخطر بشكل متزايد".
وأضاف أنه "خلال شهر واحد فقط لقي ما لا يقل عن ثمانية من أطفال سوريا اللاجئين حتفهم، معظمهم عمرهم دون الأربعة أشهر، وكان عمر أصغرهم ساعة واحدة فقط".
ويعاني مخيم الركبان، حيث يعيش عشرات الآلاف، من ظروف إنسانية صعبة، خصوصاً منذ العام 2016، بعدما أغلق الأردن حدوده مع سوريا، معلناً المنطقة "منطقة عسكرية". وتحتاج المساعدات الإنسانية أحياناً أشهراً طويلة للدخول إلى المخيم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخلت قافلة مساعدات إنسانية للمرة الأولى إلى المخيم بعد انقطاع طال عشرة أشهر. وكانت المرة الأخيرة التي وصلت فيها الأمم المتحدة إلى الركبان.
في واحد من أكثر المخيمات بؤساً
في شرقي سوريا يواجه النازحون من آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية، في محافظة دير الزور وخاصة أطفال سوريا اللاجئين ، صعوبات كبيرة، من "الانتظار لأيام في البرد دون توفر مأوى، أو حتى اللوازم الأساسية التي يحتاجونها".
وقال كابالاري: "أفادت التقارير إن الرحلة الخطرة والصعبة أدت إلى وفاة سبعة أطفال، معظمهم لم يبلغ السنة الواحدة من العمر".
في رقعةٍ نائية في الصحراء جنوبي سوريا، تمكَّن نحو 50 ألف شخصٍ شرَّدتهم الحرب السورية من الاستمرار على قيد الحياة، داخل مخيم الركبان للاجئين، في بيئةٍ بدائيةٍ سنواتٍ، دون أن تصل إليهم أية قوافل مساعدة.
يعيش أطفال سوريا اللاجئين في أكواخ بَنوها بأنفسهم من الطين، مُسقَّفة بأغطيةٍ بلاستيكية، وليس لديهم كهرباء، ولا مياه جارية، ولا صرف صحي، ولا طرق، لديهم فقط عيادة صغيرة واحدة و4 مدارس صغيرة.
وكان سكان مخيم الركبان للاجئين قد طُرِدوا من منازلهم عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، على غالبية مناطق شرقي سوريا، بدايةً من عام 2014، لكنَّ نظام الأسد الذي استعاد السيطرة على أراضيهم يرفض عودتهم.