قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن بلاده تتفهم دوافع تركيا في حماية حدودها وشعبها، مؤكداً أن واشنطن تريد أن يُحاسب المتورطون بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه فضائية "العربية" السعودية السبت 12 يناير/كانون الثاني 2019، من الإمارات حيث يجري زيارة رسمية في إطار جولة إقليمية موسعة.
ضرورة محاسبة المتورطين في قتل خاشقجي
وأشار بومبيو إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، "يرفض حصر العلاقة مع السعودية في قضية خاشقجي"، وأن المملكة "حليف أساسي للولايات المتحدة؛ وهي شراكة ستستمر".
إلا أن الوزير شدّد في الوقت نفسه على رغبة واشنطن في أن تتم محاسبة المتورطين بالقضية.
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قتل "خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، واعترفت الرياض بذلك بعد إنكار دام أكثر من أسبوعين.
وتصدّرت القضية الرأي العام الدولي منذ ذلك الحين، وتسببت بتوتر علاقات الكثير من الدول مع المملكة، وسط اتهام أطراف مختلفة ولي العهد محمد بن سلمان، بالتورط شخصياً فيها، وهو ما تنفيه الرياض.
وفي الشأن السوري، قال بومبيو، إن "إعلان الانسحاب من سوريا لا يتناقض مع استراتيجيتنا تجاه إيران ولا يعني تراجعاً عن مكافحة الإرهاب".
وأكد أن بلاده تعمل على "إيجاد مسار سياسي في سوريا يمكّن النازحين من العودة لبيوتهم".
متفهم الموقف التركي
وقال وزير الخارجية الأمريكي: "نتفهم دوافع تركيا في حماية حدودها وشعبها".
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قال الجمعة، إن بلاده أعدت الخطط اللازمة حيال العملية العسكرية المرتقبة شرق الفرات في سوريا، مؤكداً أن القوات المسلحة ستواصل جهود مكافحة الإرهاب حتى تحييد آخر إرهابي.
وتطرق بومبيو في حديثه مع فضائية "العربية"، إلى الشأن الإيراني، قائلًا: "قمة بولندا ستتطرق لعدة ملفات على رأسها الملف الإيراني".
ومساء الجمعة، كشف بومبيو عن تنظيم مؤتمر دولي، في بولندا يومي 12 و13 فبراير/شباط المقبل، بمشاركة مسؤولين من عشرات الدول، وخاصة وزراء خارجية دول الشرق الأوسط.
وخاطب المسؤول الأمريكي الشعب الإيراني قائلاً: "نريد أن نسمع أصوات الشعب الإيراني وأن يدرك أننا نؤيد له الحياة الكريمة"، مشيراً أن "تدخل طهران في شؤون الدول الأخرى غير مقبول".
وعن مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ، أفاد: "نقول للشركاء في الشرق الأوسط إننا لن نغادر المنطقة (..) تدمير داعش أولوية وسنقوم بذلك بالتعاون مع حلفائنا".
وتابع: "نريد تحالفاً وقوة عربية قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة على اختلافها".
يحاول طمأنة الحلفاء
وكان بومبيو، وصل مساء الجمعة، الإمارات، وهي ثاني دولة خليجية وخامس دولة شرق أوسطية، يزورها بعد الأردن والعراق ومصر والبحرين، في جولة تشمل أيضاً السعودية وقطر وعمان والكويت.
وتأتي زيارة بومبيو الثانية للمنطقة، منذ توليه منصبه في أبريل/نيسان 2018، بهدف طمأنة حلفاء واشنطن بشأن قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي بسحب قوات بلاده من سوريا.
ومنذ عقود تفرض واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران، تم رفعها بعد توقيع الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، عام 2015، قبل أن تعود مجدداً في مايو/أيار 2018 مع توافق أمريكي خليجي ضد طهران.
ومنذ نحو عام، والولايات المتحدة تتحدث عبر اجتماعات عربية وبيانات عن خطة بناء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي (MESA ـ الناتو العربي) للتصدي للنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، ورفع القدرات القتالية والدفاعية للدول الشريكة.