زار جنرالٌ مصري قرية نيتسانا الجنوبية الإسرائيلية، يوم الأحد الماضي 30 ديسمبر/كانون الأول، للاعتذار لسُكانها عن الرصاص الطائش الذي أطلقته قواته بالخطأ على القرية في أواخر الشهر الماضي.
وبحسب صحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية فإنَّ الجنرال الذي يقود قواتٍ مصرية متركزة على الحدود المصرية الإسرائيلية قد عَبَر الحدود في زيارةٍ لم تُعلَن سلفاً، وعاين الأضرار الناجمة عن وابل الرصاص الذي أطلقته القوات المصرية أثناء تدريبٍ بالذخيرة الحية أُقيم يوم 20 ديسمبر/كانون الأول.
وعثر أحد قادة جماعات الشباب الإسرائيلية في القرية على الرصاصات داخل عربةٍ مقطورة في نيتسانا بالقرب من الحدود مع شبه جزيرة سيناء المضطربة. وبينما لم يسفر الحادث عن وقوع إصاباتٍ أو جرحى، تسببت الطلقات في أضرارٍ طفيفة للمقطورة.
إسرائيل تعاملت مع الحادث على محمل الجد
وبعد الحادث، التقى هيرزي هاليفي، قائد القيادة الجنوبية الشرقية، الرائد جنرال بعيران دورون، رئيس المجلس الإقليمي لرمات النقب. وذكرت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنَّه سيجري التحقيق في الحادث، وأنَّ "الجيش الإسرائيلي يأخذ هذه الأحداث على محمل الجد".
ووفقاً لتقرير صحيفة Hadashot، ذكر الجنرال المصري أنَّ الطلقات نجمت عن تدريبٍ للجيش المصري بالقرب من الحدود، وهو نفس ما توصَّلت إليه تحقيقات الجيش الإسرائيلي التي استنتجت أن الحادث وقع بالخطأ.
جديرٌ بالذكر أنَّ طول حدود إسرائيل مع سيناء يبلغ 240 كيلومتراً، وقد أفادت عدة تقارير سابقاً بأنَّ مصر وإسرائيل يتعاونان تعاوناً وثيقاً في شبه جزيرة سيناء في الحرب ضد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى السلطة.
سيناء منطقة مضطربة
إذ يشن السيسي عملياتٍ عسكرية مكثفة ضد داعش في سيناء، ومع أنَّ التنظيم الإرهابي فقد الكثير من قوته، لكنَّه ما زالت نشطاً، وعلى الرغم من صغر حجمه، فإنه يواصل تنفيذ هجمات قاتلة على قوات الأمن المصرية.
وكذلك يُمثِّل تهريب المخدرات من شبه جزيرة سيناء إلى إسرائيل مصدر قلق كبير لقوات لجيش الإسرائيلي المتركزة على طول الحدود.
وفي حين أنَّ حوادث إطلاق النار على الحدود المصرية الإسرائيلية تعد نادرةً، وقعت ثلاثة منها منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من بينها تبادل إطلاق نار بين مهربي المخدرات وقوات الجيش الإسرائيلي.
وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أطلق شرطيٌّ مصري النار بطريق الخطأ نحو مركبةٍ عسكرية كانت تُجري دورياتٍ على طول الحدود. وقال ضابطٌ كبير في القيادة الجنوبية إنَّه يعتقد أنَّ الضابط أطلق النار على السيارة بسبب "الصغط التشغيلي المتزايد" الذي يواجهه رجال الشرطة المصريون في قتالهم ضد مهربي المخدرات والإرهابيين في شبه الجزيرة المضطربة.
وقال الضابط الإسرائيلي موضحاً أنَّ الجيش المصري يُجري تحقيقاً شاملاً في ذلك الحادث الاستثنائي: "نحن جيشان، وبلدانا مرتبطان باتفاقية سلام بها مُلحَقٌ أمني، وكلا الجيشين مُلزمٌ بالحفاظ عليها".