أعادت روسيا من بغداد إلى موسكو الأحد 30 ديسمبر/كانون الأول، 30 طفلاً روسيا من أبناء جهاديات روسيات محكومات في العراق قتل أزواجهن من المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وقد أدخلوا بعيد وصولهم مستشفى في العاصمة الروسية لإجراء فحوص طبية، بحسب ما أعلنت السلطات الروسية.
وأعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف على حسابه على تلغرام أن "طائرة وزارة الأحوال الطارئة الروسية قامت برحلة خاصة من بغداد وعلى متنها 30 طفلاً روسياً"، موضحاً أن الطائرة هبطت في مطار جوكوفسكي في موسكو.
وقبيل مغادرتهم إلى موسكو قال مصدر دبلوماسي روسي إن أعمار الأطفال، وهم من كلا الجنسين، تتراوح بين ثلاث وعشر سنوات، وقد قتل آباؤهم في المعارك التي استمرت لثلاث سنوات بين مقاتلي التنظيم والقوات العراقية التي تمكّنت في 2017 من طرد مقاتليه من المدن الكبرى.
وقال قديروف "إنه دليل قاطع على الإنجاز الدقيق للمهمّة التي حدّدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنقاذ النساء والأطفال المتواجدين في سوريا والعراق".
وتابع قديروف "إن لم نعدهم إلى الوطن، سيتحوّلون إلى أهداف للاستخبارات الأجنبية".
ونقلت وكالة إنترفاكس عن وزارة الصحة الروسية أن الأطفال نقلوا لدى وصولهم إلى مستشفى في وسط موسكو حيث سيخضعون لـ"فحوص (طبيّة) متقدّمة".
ونشر قديروف على شبكة التواصل الاجتماعي "فكونتاكتي" تسجيلاً يظهر مغادرة الأطفال بغداد، وأوضح أن من بينهم 24 طفلاً من داغستان، وثلاثة من الشيشان.
الخطوة جاءت بعد اتهامات بوقف المساعي لإعادة أرامل وأطفال روس
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أكد الأحد، خلال لقائه آنا كوزنيتسوفا مبعوثة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه "يجب عدم التساهل مع الإرهاب وضرورة الفصل بين القضايا الإنسانية والجرائم الإرهابية".
ودعا إلى "عدم السماح بتكرار زج الأطفال والنساء في القتال مع الإرهابيين، مع إدراكنا أن هؤلاء الأطفال هم ضحايا أيضاً".
ومنتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اتهمت ناشطة شيشانية جهاز الأمن الروسي "أف أس بي" بوقف المساعي لإعادة أرامل وأطفال مقاتلين روس في تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا والعراق.
وقالت خيدا ساراتوفا حينها إن هناك "أكثر من ألفين منهم في سوريا والعراق"، مشيرة إلى عودة نحو 100 امرأة وطفل معظمهم من منطقة القوقاز إلى روسيا.
وكان بوتين أكد في كانون الأول/ديسمبر خلال خطابه نصف السنوي أن العمل جار لإعادة هؤلاء الأطفال.
وكان آلاف من الروس توجهوا إلى سوريا والعراق في السنوات الأخيرة للانضمام إلى صفوف الجهاديين، بحسب تقديرات أجهزة الأمن الروسية. واصطحب بعضهم عائلاتهم.
وصدرت في الأشهر الأخيرة في العراق أحكام بالإعدام بحق أكثر من 300 شخص، بينهم نحو مئة أجنبي، كما حكم على آخرين بالمؤبد بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وبين هؤلاء، مدانات معظمهن من قوقازيات ومن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وتركيا ودول آسيوية أخرى.