قال الرئيس السوداني عمر البشير إن بلاده "تمر بظروف اقتصادية ضاغطة، أضرت بشريحة واسعة من المجتمع، لأسباب خارجية وداخلية" في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية في السودان .
جاء ذلك في خطاب ألقاه البشير، الإثنين 31 ديسمبر/كانون الأول 2018، بمناسبة احتفال البلاد بذكرى الاستقلال الـ63.
ويأتي الخطاب في وقت تشهد البلاد، منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، احتجاجات منددة بتدهور الأوضاع المعيشية، عمت عدة مدن بينها الخرطوم، وشهدت بعضها أعمال عنف.
وعود الرئيس عمر البشير لمواجهة الاحتجاجات الشعبية في السودان
وأضاف الرئيس السوداني: "نحن نقدر هذه المعاناة ونحس بوقعها، ونشكر شعبنا على صبره الجميل (…)، إننا على ثقة بأننا نوشك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعابرة، والعودة إلى مسار التنمية الشاملة" في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية في السودان .
وناشد البشير في خطابه، "القوى السياسية والحزبية المساهمة الراشدة عند التعاطي مع قضايا الوطن، خاصة القضية الاقتصادية الماثلة، بروح النصح وتقديم البدائل، لا بالتنافس والكسب السياسي".
وأكد أن "كل مؤسسات الدولة وضعت خارطة الطريق للخروج من الأزمة الاقتصادية، باستراتيجية تعتمد على الإنتاج، ووضع ميزانية عام 2019 بمنهج يعتمد لأول مرة على البرامج والمشروعات لتحقيق الأهداف، بدلاً عن نظام البنود التقليدي".
وذكر الرئيس السوداني أن "الميزانية هدفت إلى تخفيف المعاناة عن المواطن، وأبقت الدعم على كثير من السلع، وشملت زيادة الرواتب ودعم فرض ضرائب جديدة". واعتبر ذلك "خطوة كبيرة لتوجيه الدعم بشكل مباشر لمستحقيه".
مع الاعتماد على الاتفاقيات الموقعة مع بلدان أجنبية
وأعلن البشير "وضع منظومة جديدة لإنتاج واستيراد وتوزيع السلع الأساسية والأدوية، ووضع برنامج صارم لإعادة الثقة بالنظام المصرفي"، الذي قال إنه "صمد أمام تحديات المقاطعة الخارجية"، دون تفاصيل عن المنظومة أو البرنامج.
واستطرد قائلاً: "لزيادة كفاءة الاقتصاد الوطني، أبرمت الحكومة اتفاقات للتعاون الثنائي، مع دول شقيقة وصديقة منها تركيا، والصين وروسيا، وبيلاروسيا، إلى جانب دول الخليج العربي". ومضى بالقول: "نستهدف من هذه الشراكات دعم بنية الإنتاج الوطني".
ويعاني الاقتصاد السوداني أزمات متعاقبة، ساءت معها أحوال المواطن المعيشية، وأسهمت في انطلاق الاحتجاجات الشعبية في السودان .
وأقر البرلمان السوداني، مساء الأحد 30 ديسمبر/كانون الأول 2018، موازنة العام المالي 2019، بجملة إيرادات 162.8 مليار جنيه (3.4 مليار دولار)، ونفقات تقدَّر بنحو 194 ملياراً و760 مليون جنيه (4.1 مليارات دولار)، متوقعاً عجزاً بنسبة 3.3% من الناتج المحلي.
في الوقت الذي واجهت فيه الشرطة المحتجين بالرصاص الحي
وفي وقت سابق من الإثنين، أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع، لتفريق مئات المتظاهرين وسط العاصمة الخرطوم.
وقتل شخص واحد على الأقل أثناء تفريق الشرطة السودانية الاحتجاجات الشعبية في السودان تُطالب بتنحي الرئيس عمر البشير في العاصمة الخرطوم.
وقالت مصادر طبية لبي بي سي إن القتيل قضى جراء إصابته بطلق ناري في منطقة بوسط المدينة. واستقبلت مستشفيات عددا من المصابين، إصابات بعضهم خطيرة، بحسب المصادر.
وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في شارع الحوادث الذي يوجد به عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، بحسب مراسلنا محمد عثمان.
وكان تجمُّع المهنيين السودانيين (نقابي مستقل) دعا لتسيير موكب جماهيري، لتسليم مذكرة إلى القصر الرئاسي، تطالب بتنحي البشير، لقي تضامناً من أحزاب معارضة، أعلنت مشاركتها في الموكب.
وأفاد شهود عيان لـ "الأناضول"، بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة، لتفريق متظاهرين تجمّعوا لتقديم مذكرة إلى القصر الرئاسي، تطالب بضرورة تنّحي الرئيس السوداني عمر البشير.
وذكر الشهود أن الاحتجاجات الشعبية في السودان خرجت، في ظل انتشار أمني وشرطي كثيف، وسط العاصمة. وأشارو إلى أن السوق العربية، أكبر أسواق وسط المدينة تم إغلاقها، كما أغلق "مول الواحة" أحد أكبر المراكز التجارية بالخرطوم.
في حين وقفت سيارات الجيش والشرطة وسيارات أخرى للأمن عليها أفراد بزيّ مدني، أمام المؤسسات الحكومية بالخرطوم.
والخميس 27 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلنت الحكومة أن عدد قتلى الاحتجاجات بلغ 19 قتيلاً، في حين أصيب 219 مدنياً و187 من القوات النظامية.