الآلاف ودّعوا جثمان الشاب الجزائري عياش.. دُفن وأخذ معه سر غرقه في البئر

عشرات الآلاف من الجزائريين، ومن مختلف الولايات، حضروا لدفن جثمان الشاب الجزائري عياش. كانت حشود الناس على مد البصر من مقر سكناه بأم الشمل إلى مقبرة القرية

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/30 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/30 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش

تشرق شمس يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2018، على قبر عياش محجوبي بمنطقة أم الشمل التابعة لولاية المسيلة (450 كم جنوب الجزائر)، وهو اليوم الثالث من دفنه، وفيه ينتهي العزاء، لكن الظاهر أن بيت فقيد الشعب -كما يسمى- لن يفرغ من السيول البشرية التي تقصده يومياً من كل بقاع الوطن.

أمام قبر عياش تقف والدته في صباح اليوم الثالث، ترفع يديها داعيةً الله أن يتغمد فلذة كبدها بواسع الرحمة والمغفرة، محاولةً ضبط النفس ومقاومة الدموع، التي قاومت هي الأخرى صبر العجوز وانهمرت أرضاً.

من البئر إلى القبر

دامت محاولة استخراج عياش محجوبي من البئر حياً 6 أيام كاملة بلياليها، قبل أن تعلن الحماية المدنية وفاته، صباح الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول 2018.

عملُ فريق الإنقاذ تواصل بعد ذلك 3 أيام بلياليها أيضاً، ومع دخول اليوم العاشر، تمكنت مصالح الحماية المدنية من الوصول إلى جثة عياش واستخراجها من عمق 32 متراً، في بئر وصل عمقها إلى 100 متر.

ويعتبر مراد سريون، من فريق الإنقاذ وسائق آلية الحفر، في حديثه لـ «عربي بوست»، أن مهمة استخراج عياش من البئر كانت صعبة للغاية، بسبب المياه المتدفقة بكثرة، وكذا طبيعة التربة المتحركة باعتبارها شبه رملية.

وقال مراد أيضاً: “إن عياش فقد الحياة في اليوم السادس من غرقه، بسبب ارتفاع منسوب المياه وتدني درجات الحرارة، التي وصلت إلى ما دون الصفر ليلاً”.

ومع دخول اليوم التاسع من الغرق (27 ديسمبر/كانون الأول 2018)، استُخرجت جثة عياش وتم نقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى رزيق البشير في مدينة بوسعادة، لاستكمال الإجراءات اللازمة، وسط تعزيزات أمنية لتنظيم الأمور، في ظل توافد حشود كبيرة إلى المستشفى.

وتقول كريمة موفق، وهي ممرضة بمستشفى رزيق البشير، لـ «عربي بوست»: “إن المستشفى تحول بعد دقائق من دخول جثة عياش، إلى هيكل محاصر بعشرات الآلاف من المواطنين، قدِموا وهم يهتفون: الله أكبر”.

وما هي إلا ساعات فقط ويعود عياش إلى بطن الأرض التي غادرها، موشَّحاً بالعَلم الجزائري، ليوارى التراب بحدود الساعة التاسعة من صباح اليوم نفسه الذي انتُشلت فيه الجثة.

جنازة مهيبة                                                  

رغم السرعة التي ووري فيها الثرى “شهيد البئر” كما يسمى عند الجزائريين، فإن عشرات الآلاف من الجزائريين ومن مختلف الولايات حضروا جنازته، التي كانت على مد البصر من مقر سكناه بأم الشمل إلى مقبرة القرية.

ويذكر رابح محجوبي، أخو الضحية، في حديثه لـ «عربي بوست»، أن “الجنازة كانت أسطورية، وحضرها أبناء الجزائر من كل الولايات، رغم قصر المدة بين إعلان الجنازة ومدة الدفن، والتي لم تتجاوز 5 ساعات”.

وبنبرة المتألم والحزين، يردف رابح بالقول: “لست أخا عياش الوحيد، فقد أكد الجزائريون أنهم إخوة عياش، إذ لم أحضر في حياتي جنازة بهذا الحجم”.

وكانت شبكات التواصل الاجتماعي قد نقلت أجواء الجنازة والتي تميزت بسيول بشرية كبيرة حطت ببلدية الحوامد، لحضور جنازة عياش محجوبي.

السلطة غابت عن الجنازة

أثار غياب السلطات الحكومية عن جنازة الشاب عياش محجوبي كثيراً من التساؤلات، ووضعها البعض في خانة اللامبالاة، وعدم الاهتمام، وانحصر الحضور برئيسي الدائرة والبلدية وقيادات الدرك الوطني والحماية المدنية.

في حين اكتفى والي ولاية المسيلة بإيفاد الأمين العام للولاية ممثلاً له، وسُجّل غياب كلي لأعضاء الحكومة من الوزراء وممثلي السلك الدستوري والبرلماني.

وعبّر رابح محجوبي، أخو عياش، لـ “عربي بوست” عن حزنه لطريقة تعامل الحكومة مع الشعب، معتبراً أخاه من ضحايا الإهمال وعجز الدولة، “لأنه كان بالإمكان الوصول إلى عياش في الأيام الأولى من غرقه وإنقاذه”.

وتساءل رابح عن سر غياب السلطات العليا عن جنازة أثارت الرأي العام، وزلزلت ولايات الوطن الـ48، فحتى والي الولاية بالمسيلة غاب عن الجنازة! وأشاد بالوقفة العميقة للشعب وأبناء الجزائر.

وكان رابح قد هاجم والي ولاية المسيلة في لقاء جمعهما، واتهم السلطات بالغياب الكلي عن القضية، وعدم تسخير أية إمكانات من أجل إنقاذ الضحية، والاعتماد كل الاعتماد على مجهود وممتلكات الشعب الخاصة.

دفن معه السر

ظل أمل خروج الشاب عياش (26 عاماً)، من البئر حياً، بقلب كل جزائري، ليس فقط لحياة الشاب وفرح أسرته، بل حتى لمعرفة سر وصوله إلى عمق 30 متراً في أنبوب لا يتعدى قطره 35 سنتيمتراً.

ويقول رشيد ابن قرية أم الشمل بالحوامد، إن الجميع كان يمني النفس لرؤية عياش حياً يُرزق؛ فأمه كانت متأثرة جداً، وكذا والده وإخوته، لكن فضول الجزائريين لمعرفة سر غرق هذا الشاب كان له النصيب الأكبر في هذه الأمنية.

واعتبر رشيد في حديثه لـ «عربي بوست»، أن “حقيقة غرق الشاب وحيثياته ما زالت غامضة رغم وفاته ودفنه وطي القصة تقريباً سريعاً، وحتى إجراءات تشريح الجثة ومعرفة خبايا الحادثة لم تتم للأسف”.

أخو الضحية رابح محجوبي يقول لـ «عربي بوست»: “أخي لم يكن مريضاً، ولا يعاني أي مشاكل نفسية، ووصوله إلى هذا المكان أعتبره، وأنا مصدقٌ تقارير الحماية المدنية، حادث سقوط”.

مصدر طبي بمستشفى رزيق البشير في مدينة بوسعادة -رفض الكشف عن اسمه- يؤكد لـ “عربي بوست”، أن “جثة عياش كانت منتفخة بها، كسر من جهة الضلع الأيسر وبعض الخدوش والجروح”.

وأضاف: “الجثة وصلت إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى متعفنة من جهة الجروح، بسبب احتكاكها بجوانب الأنبوب الحديدي الذي علق به 9 أيام كاملة، ولم تكن مصابة من جهة الرأس كما روج له البعض”.

نريد تفسيراً لهذه المعجزة!

عيسى محجوبي، والد الضحية عياش، أكد أن ابنه كان يتنعم بصحة جيدة، ولا يعاني أي مشاكل، وسقوطه في البئر بتلك الطريقة أمر محير.

وطالب عيسى محجوبي، في تصريحات إعلامية سابقة، بالكشف عن حقيقة غرق الشاب وحيثياته.

ووصف المتحدث ما كان بالبئر الارتوازية المحفورة بقطعة أرضية بـ “المعجزة”، متسائلاً: “كيف لقارورة ماء من سعة 5 لترات ألا يمكنها دخول الأنبوب، ويتمكن شاب يفوق قطر جسده 45 سنتيمتراً الدخول في أنبوب قطره لا يتعدى 35 سنتيمتراً؟!”.

وقال عيسى: “أريد تفسيراً لهذه المعجزة”.

في حين ذكر عم عياش بدوره، أنه إلى ما قبل سقوطه في البئر بيومين، كان عياش يتحدث بشكل عادي، إلا أنه كان عاجزاً عن الإمساك بالحبال التي كانت ترمى إليه، ويرد في كل مرة: “ماتت يدي”.

وكان شاب أصغر حجماً من عياش قد جرب الدخول في قطعة من الأنبوب المستخرج من البئر الارتوازية، إلا أن دخوله إلى الأنبوب لم يكن بالأمر الهين واليسير، وتساءلت صفحة “عين سمارة” الإخبارية: “كيف إذن سقط عياش؟!”.

هذا جزء من الأنبوب الذي سقط فيه الشاب العياشي حيث حاول أحد الاشخاص تمثيل الدخول في الأنبوب فلم يستطع الدخول مع العلم أن…

Gepostet von ‎صفحة عين اسمارة – Page Ain Smara‎ am Sonntag, 23. Dezember 2018

غضب الجزائريين

فشل الجزائر بكل ما تملك في إنقاذ حياة الشاب عياش وهو تحت الأرض بـ30 متراً، أثار غضب الجزائريين، وسرعان ما انتقل هذا الغضب من شبكات التواصل الاجتماعي إلى الميدان.

في 25 ديسمبر/كانون الأول 2018، طرد الشباب الغاضب لجنة وزارية تم أوفدها وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، إلى مكان سقوط الشاب عياش محجوبي.

الغاضبون طردوا اللجنة رشقاً بالحجارة، ورفضوا وصولها إلى مكان غرق الشاب، الذي كان قد توفي قبل ذلك بيوم واحد.

وبعدها بيوم اعتصم المئات من الشباب أمام مقر ولاية المسيلة، ورشقوا المقر ورجال الأمن بالحجارة، وطالبوا برحيل الوالي، الذي لم يتحرك في نظرهم لإنقاذ الشاب عياش محجوبي.

في حين تعجب الأستاذ والناشط بلال زوبعي من الدولة، التي خصصت الملايين لترميم تمثال المرأة العارية “عين الفوارة”، ولم تحرك ساكناً لإنقاذ عياش محجوبي.

الآلاف ودّعوا جثمان الشاب الجزائري عياش.. دُفن وأخذ معه سر غرقه في البئر | عربي بوست

الآلاف ودّعوا جثمان الشاب الجزائري عياش.. دُفن وأخذ معه سر غرقه في البئر

عشرات الآلاف من الجزائريين، ومن مختلف الولايات، حضروا لدفن جثمان الشاب الجزائري عياش. كانت حشود الناس على مد البصر من مقر سكناه بأم الشمل إلى مقبرة القرية

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/30 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/30 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش

تشرق شمس يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2018، على قبر عياش محجوبي بمنطقة أم الشمل التابعة لولاية المسيلة (450 كم جنوب الجزائر)، وهو اليوم الثالث من دفنه، وفيه ينتهي العزاء، لكن الظاهر أن بيت فقيد الشعب -كما يسمى- لن يفرغ من السيول البشرية التي تقصده يومياً من كل بقاع الوطن.

أمام قبر عياش تقف والدته في صباح اليوم الثالث، ترفع يديها داعيةً الله أن يتغمد فلذة كبدها بواسع الرحمة والمغفرة، محاولةً ضبط النفس ومقاومة الدموع، التي قاومت هي الأخرى صبر العجوز وانهمرت أرضاً.

من البئر إلى القبر

دامت محاولة استخراج عياش محجوبي من البئر حياً 6 أيام كاملة بلياليها، قبل أن تعلن الحماية المدنية وفاته، صباح الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول 2018.

عملُ فريق الإنقاذ تواصل بعد ذلك 3 أيام بلياليها أيضاً، ومع دخول اليوم العاشر، تمكنت مصالح الحماية المدنية من الوصول إلى جثة عياش واستخراجها من عمق 32 متراً، في بئر وصل عمقها إلى 100 متر.

ويعتبر مراد سريون، من فريق الإنقاذ وسائق آلية الحفر، في حديثه لـ "عربي بوست"، أن مهمة استخراج عياش من البئر كانت صعبة للغاية، بسبب المياه المتدفقة بكثرة، وكذا طبيعة التربة المتحركة باعتبارها شبه رملية.

وقال مراد أيضاً: "إن عياش فقد الحياة في اليوم السادس من غرقه، بسبب ارتفاع منسوب المياه وتدني درجات الحرارة، التي وصلت إلى ما دون الصفر ليلاً".

ومع دخول اليوم التاسع من الغرق (27 ديسمبر/كانون الأول 2018)، استُخرجت جثة عياش وتم نقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى رزيق البشير في مدينة بوسعادة، لاستكمال الإجراءات اللازمة، وسط تعزيزات أمنية لتنظيم الأمور، في ظل توافد حشود كبيرة إلى المستشفى.

وتقول كريمة موفق، وهي ممرضة بمستشفى رزيق البشير، لـ "عربي بوست": "إن المستشفى تحول بعد دقائق من دخول جثة عياش، إلى هيكل محاصر بعشرات الآلاف من المواطنين، قدِموا وهم يهتفون: الله أكبر".

وما هي إلا ساعات فقط ويعود عياش إلى بطن الأرض التي غادرها، موشَّحاً بالعَلم الجزائري، ليوارى التراب بحدود الساعة التاسعة من صباح اليوم نفسه الذي انتُشلت فيه الجثة.

جنازة مهيبة                                                  

رغم السرعة التي ووري فيها الثرى "شهيد البئر" كما يسمى عند الجزائريين، فإن عشرات الآلاف من الجزائريين ومن مختلف الولايات حضروا جنازته، التي كانت على مد البصر من مقر سكناه بأم الشمل إلى مقبرة القرية.

ويذكر رابح محجوبي، أخو الضحية، في حديثه لـ "عربي بوست"، أن "الجنازة كانت أسطورية، وحضرها أبناء الجزائر من كل الولايات، رغم قصر المدة بين إعلان الجنازة ومدة الدفن، والتي لم تتجاوز 5 ساعات".

وبنبرة المتألم والحزين، يردف رابح بالقول: "لست أخا عياش الوحيد، فقد أكد الجزائريون أنهم إخوة عياش، إذ لم أحضر في حياتي جنازة بهذا الحجم".

وكانت شبكات التواصل الاجتماعي قد نقلت أجواء الجنازة والتي تميزت بسيول بشرية كبيرة حطت ببلدية الحوامد، لحضور جنازة عياش محجوبي.

السلطة غابت عن الجنازة

أثار غياب السلطات الحكومية عن جنازة الشاب عياش محجوبي كثيراً من التساؤلات، ووضعها البعض في خانة اللامبالاة، وعدم الاهتمام، وانحصر الحضور برئيسي الدائرة والبلدية وقيادات الدرك الوطني والحماية المدنية.

في حين اكتفى والي ولاية المسيلة بإيفاد الأمين العام للولاية ممثلاً له، وسُجّل غياب كلي لأعضاء الحكومة من الوزراء وممثلي السلك الدستوري والبرلماني.

وعبّر رابح محجوبي، أخو عياش، لـ "عربي بوست" عن حزنه لطريقة تعامل الحكومة مع الشعب، معتبراً أخاه من ضحايا الإهمال وعجز الدولة، "لأنه كان بالإمكان الوصول إلى عياش في الأيام الأولى من غرقه وإنقاذه".

وتساءل رابح عن سر غياب السلطات العليا عن جنازة أثارت الرأي العام، وزلزلت ولايات الوطن الـ48، فحتى والي الولاية بالمسيلة غاب عن الجنازة! وأشاد بالوقفة العميقة للشعب وأبناء الجزائر.

وكان رابح قد هاجم والي ولاية المسيلة في لقاء جمعهما، واتهم السلطات بالغياب الكلي عن القضية، وعدم تسخير أية إمكانات من أجل إنقاذ الضحية، والاعتماد كل الاعتماد على مجهود وممتلكات الشعب الخاصة.

دفن معه السر

ظل أمل خروج الشاب عياش (26 عاماً)، من البئر حياً، بقلب كل جزائري، ليس فقط لحياة الشاب وفرح أسرته، بل حتى لمعرفة سر وصوله إلى عمق 30 متراً في أنبوب لا يتعدى قطره 35 سنتيمتراً.

ويقول رشيد ابن قرية أم الشمل بالحوامد، إن الجميع كان يمني النفس لرؤية عياش حياً يُرزق؛ فأمه كانت متأثرة جداً، وكذا والده وإخوته، لكن فضول الجزائريين لمعرفة سر غرق هذا الشاب كان له النصيب الأكبر في هذه الأمنية.

واعتبر رشيد في حديثه لـ "عربي بوست"، أن "حقيقة غرق الشاب وحيثياته ما زالت غامضة رغم وفاته ودفنه وطي القصة تقريباً سريعاً، وحتى إجراءات تشريح الجثة ومعرفة خبايا الحادثة لم تتم للأسف".

أخو الضحية رابح محجوبي يقول لـ "عربي بوست": "أخي لم يكن مريضاً، ولا يعاني أي مشاكل نفسية، ووصوله إلى هذا المكان أعتبره، وأنا مصدقٌ تقارير الحماية المدنية، حادث سقوط".

مصدر طبي بمستشفى رزيق البشير في مدينة بوسعادة -رفض الكشف عن اسمه- يؤكد لـ "عربي بوست"، أن "جثة عياش كانت منتفخة بها، كسر من جهة الضلع الأيسر وبعض الخدوش والجروح".

وأضاف: "الجثة وصلت إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى متعفنة من جهة الجروح، بسبب احتكاكها بجوانب الأنبوب الحديدي الذي علق به 9 أيام كاملة، ولم تكن مصابة من جهة الرأس كما روج له البعض".

نريد تفسيراً لهذه المعجزة!

عيسى محجوبي، والد الضحية عياش، أكد أن ابنه كان يتنعم بصحة جيدة، ولا يعاني أي مشاكل، وسقوطه في البئر بتلك الطريقة أمر محير.

وطالب عيسى محجوبي، في تصريحات إعلامية سابقة، بالكشف عن حقيقة غرق الشاب وحيثياته.

ووصف المتحدث ما كان بالبئر الارتوازية المحفورة بقطعة أرضية بـ "المعجزة"، متسائلاً: "كيف لقارورة ماء من سعة 5 لترات ألا يمكنها دخول الأنبوب، ويتمكن شاب يفوق قطر جسده 45 سنتيمتراً الدخول في أنبوب قطره لا يتعدى 35 سنتيمتراً؟!".

وقال عيسى: "أريد تفسيراً لهذه المعجزة".

في حين ذكر عم عياش بدوره، أنه إلى ما قبل سقوطه في البئر بيومين، كان عياش يتحدث بشكل عادي، إلا أنه كان عاجزاً عن الإمساك بالحبال التي كانت ترمى إليه، ويرد في كل مرة: "ماتت يدي".

وكان شاب أصغر حجماً من عياش قد جرب الدخول في قطعة من الأنبوب المستخرج من البئر الارتوازية، إلا أن دخوله إلى الأنبوب لم يكن بالأمر الهين واليسير، وتساءلت صفحة "عين سمارة" الإخبارية: "كيف إذن سقط عياش؟!".

هذا جزء من الأنبوب الذي سقط فيه الشاب العياشي حيث حاول أحد الاشخاص تمثيل الدخول في الأنبوب فلم يستطع الدخول مع العلم أن…

Gepostet von ‎صفحة عين اسمارة – Page Ain Smara‎ am Sonntag, 23. Dezember 2018

غضب الجزائريين

فشل الجزائر بكل ما تملك في إنقاذ حياة الشاب عياش وهو تحت الأرض بـ30 متراً، أثار غضب الجزائريين، وسرعان ما انتقل هذا الغضب من شبكات التواصل الاجتماعي إلى الميدان.

في 25 ديسمبر/كانون الأول 2018، طرد الشباب الغاضب لجنة وزارية تم أوفدها وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، إلى مكان سقوط الشاب عياش محجوبي.

الغاضبون طردوا اللجنة رشقاً بالحجارة، ورفضوا وصولها إلى مكان غرق الشاب، الذي كان قد توفي قبل ذلك بيوم واحد.

وبعدها بيوم اعتصم المئات من الشباب أمام مقر ولاية المسيلة، ورشقوا المقر ورجال الأمن بالحجارة، وطالبوا برحيل الوالي، الذي لم يتحرك في نظرهم لإنقاذ الشاب عياش محجوبي.

في حين تعجب الأستاذ والناشط بلال زوبعي من الدولة، التي خصصت الملايين لترميم تمثال المرأة العارية "عين الفوارة"، ولم تحرك ساكناً لإنقاذ عياش محجوبي.

علامات:
تحميل المزيد