كشفت عزيزة بن مبارك، والدة عبدالصمد الجود العقل المدبر لجريمة قتل السائحة الدنماركية لويسا فستراجر جيسبرسن (24 عاماً) والنرويجية مارين يولاند (28 عاماً)، أن ابنها سبق أن تم اعتقاله عاماً كاملاً بسبب رغبته في السفر إلى سوريا من أجل القتال هناك، لكنه خرج بعد 9 أشهر من السجن.
وقالت والدة عبدالصمد الجود في مقابلة تلفزيونية مع صحيفة B.T الدنماركية، إن ابنها اتفق مع مجموعة من الشباب المغربي على الذهاب إلى سوريا للقتال هناك، لكنهم تراجعوا في اللحظات الأخيرة.
وقالت إنه عندما أطلق سراح ابنها وعاد للمنزل كان شخصاً طبيعياً لم تظهر عليه أي بوادر تطرّف، ومارس حياته بشكل طبيعي، وتزوج، ولديه ابنة عمرها الآن 4 سنوات وزوجته حامل مرة أخرى.
ونقلت الصحيفة عن والدة عبدالصمد الجود وشقيقه قولهما إنه لم يكن شخصاً سيئاً على غرار ما أكده جيران وأقارب باقي المتورطين، وطالبت عزيزة بن مبارك بضرورة الإفراج عن ابنها، و"ألا يأخذوه منها أو يفعلوا به أي شيء".
18 موقوفاً حتى الآن
ووصل عدد الموقوفين المشتبه بتورُّطهم في جريمة مقتل سائحتين بالمغرب إلى 18 شخصاً، وفق ما أعلنته السلطات المغربية الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول 2018.
وأوقفت السلطات 5 أشخاص جُدد على صلة بجريمة قتل السائحتين جنوبي المغرب، وجرت هذه الاعتقالات في مدن مختلفة من المملكة، كما أفاد عبدالحق خيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية.
أفراد متشبعون بالفكر المتطرف
وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت قال خلال جلسة لمجلس النواب المغربي إنه بعد توقيف جميع منفذي الفعل الإجرامي الذي استهدف السائحتين، وكذا المتورطين الذين لهم صلة به وعددهم 17، "يكون المكتب المركزي للأبحاث القضائية وضع حداً نهائياً للمشروع الإرهابي الذي كان المشتبه فيهم يعتزمون تنفيذه".
وأوضح وزير الداخلية المغربي أنه من خلال الخلاصات الأولية بشأن جريمة مقتل سائحتين في المغرب "يتبين أن الأمر لا يتعلق بتنظيم إرهابي كبير، بل فقط بأفراد متشبِّعين بالفكر المتطرف، قرروا ارتكاب الفعل الإجرامي بوسائل بسيطة مستوحاة من الممارسات البشعة للتنظيمات الإرهابية".
وأضاف المسؤول المغربي: "تبنِّي العناصر الإجرامية هذه الطريقة الجديدة مقارنة مع الأحداث الإرهابية السابقة التي عرفتها المملكة، جاء نتيجة للنجاح في تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية".
وأوقفت عناصر الدرك الملكي المغربي، بتنسيق مع مديرية مراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية)، صباح الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول 2018، شابين بإقليم "اشتوكة أيت باها" جنوب المغرب، للاشتباه في انتمائهما وموالاتهما تنظيم داعش.
كما أسفرت التحريات والأبحاث التي باشرتها عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية "البسيج" وأجهزة الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني، في إطار التحقيق مع شابين جرى توقيفهما قبل يومين في الملف نفسه، واللذين يرجح أن يكونا قد أدليا بمعلومات عن هذين الشابين الجديدين، عن الإطاحة بهما صباح اليوم بمقر سكنهما.
وعُثر الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول 2018، على جثتي الدنماركية لويسا فستراجر جيسبرسن (24 عاماً) والنرويجية مارين يولاند (28 عاماً)، مذبوحتين في منطقة معزولة قرب إمليل على الطريق إلى قمة توبقال، وهي أعلى قمة في شمال إفريقيا ومقصد شهير لتسلق الجبال.