مازال الغموض سيد الموقف حول مدينة منبج السورية، ففي الوقت الذي زعم فيه نظام بشار الأسد دخولها، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة 28 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن النظام السوري يمارس حرباً نفسية، فيما عززت أنقرة قواتها صوب المدينة السورية.
وقال فصيل سوري رئيسي، من الفصائل التي تدعمها تركيا الجمعة، إن أرتاله بدأت مع قوات تركية الزحف صوب جبهات القتال مع مدينة منبج معلنة جاهزيتها الكاملة على حدود مدينة منبج لبدء الأعمال العسكرية لتحرير المدينة.
وكان الجيش السوري أعلن، الجمعة، أنه نشر قواته في منبج بعدما حثت وحدات حماية الشعب الكردية دمشق على حماية المدينة من هجوم تركي محتمل.
وقالت وكالة الأناضول التركية إن "الجيش الحر"، أرسل الجمعة، تعزيزات جديدة إلى الخطوط الأمامية نحو مدينة منبج، شمالي سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات وحدات حماية الشعب التي تصنفها تركيا منظمة إرهابية.
وتتكون التعزيزات من عناصر فرقة "الحمزة"، ترافقهم أسلحة ثقيلة وعربات مصفحة، وسط ترقب لعملية مشتركة مع الجيش التركي في المنطقة.
وفي الأثناء، أكد بيان صادر عن "الجيش الوطني" (تجمع لفصائل في الجيش الحر) جاهزيته لتحرير منبج، "تلبية لنداء أبنائها".
والجمعة، زعمت وحدات حماية الشعب في بيان نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خروجها من المدينة ودعوة قوات النظام السوري إلى تسلمها.
إثر ذلك، أذاع النظام السوري بياناً مصوراً يزعم فيه دخول قواته المدينة.
وأوردت قوات النظام، في بيان تلاه متحدث عسكري ونقله الإعلام الرسمي السوري، أنه "استجابةً لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج، ورفع عَلم الجمهورية العربية السورية فيها".
وكانت "وحدات حماية الشعب" الكردية دعت، حكومة بشار الأسد، للسيطرة على بلدة منبج لحمايتها من تهديد الهجمات التركية. وقالت الوحدات، التي تعتبرها تركيا "إرهابية" وتعهدت بتدميرها، إن مقاتليها كانوا قد انسحبوا من منبج لقتال تنظيم "داعش"، شرق سوريا.
أردوغان: النظام السوري يقوم بـ"عملية نفسية" في منبج
ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن النظام السوري يقوم بـ"عملية نفسية" في منبج ، موضحاً أنه لا شيء مؤكد حتى اللحظة حول ذلك على الأرض.
وأضاف أردوغان، في تصريحات صحافية: "تواصلت مع أصدقائنا ومع جهاز الاستخبارات، نعلم أن هناك شيئاً من قبيل رفع علم النظام السوري هناك، لكن لم يحدث أي شيء مؤكد بعد، والجهات الرسمية الروسية تؤكد الأمر نفسه".
وتابع: "علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد"، مؤكداً "أن الوضع لا يتعلق بمنبج وحدها، بل يتم السعي من أجل القضاء على المنظمات الإرهابية المنتشرة في كامل المنطقة".
وشدد أردوغان بالقول: "نعارض تقسيم سوريا وهدفنا هو خروج التنظيمات الإرهابية منها وعندما يتحقق ذلك لن يبقى لنا شيء نفعله في هذا البلد". وأردف الرئيس التركي: "هدفنا تلقين (ي ب ك) الدرس اللازم، ومُصرّون تماماً على ذلك".
روسيا تدعم العملية التركية
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال إن موسكو تنظر للعملية التركية المرتقبة شرق الفرات بسوريا، من "منظور القضاء على الإرهاب ووحدة أراضي سوريا واستعادة سيادتها".
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، عقب لقائهما في موسكو، الجمعة.
ولفت لافروف إلى أن الجانب الروسي سيناقش مسألة انسحاب القوات الأميركية من سوريا، مع الشركاء الأتراك، لدى زيارة وزيري الخارجية والدفاع التركيين موسكو، السبت.
ولفت إلى أنه سيتم الإعلان عن فحوى المباحثات مع الوفد التركي، عقب الزيارة.
وأشار لافروف إلى أنه من الصعب فهم ما ترمي له الولايات المتحدة في سوريا، وأن الأميركيين لا يوفون بوعودهم دائماً.
وأوضح أن الجانب الأميركي سبق وأن أعلن أنه سيغادر منطقة التنف بسوريا، لكنهم عدلوا عن ذلك لاحقاً.
وأشار إلى أن كافة الجهود في إطار مسار أستانة، ترمي لإيجاد حل سياسي وإحلال السلام في سوريا.
وأضاف أن الهدف من جهود الروس مع الأتراك والإيرانيين في مسار أستانة، والهدف النهائي من التنسيق مع الأردن والولايات المتحدة، تطهير سوريا من الإرهابيين وإحياء الحياة السلمية، وتحقيق السلام مجدداً في سوريا، وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية.
من جهة أخرى، رحب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بالإعلان عن دخول قوات نظام بشار الأسد إلى منبج، واعتبر أن ذلك يمثل "خطوة إيجابية لصالح الاستقرار في المنطقة".