تعرَّضت ماري روبنسون، مفوضة الأمم المتحدة السابقة لحقوق الإنسان، لانتقاداتٍ على خلفية ادعائها أنَّ أميرةً إماراتية، يقول نشطاء إنَّها مُحتجَزة على غير رغبتها، "تقوم على الاعتناء بأُسرتها بحب".
وأصدرت الرئيسة الإيرالندية السابقة تصريحاتها بعدما نشرت أسرة الأميرة (33 عاماً)، صوراً تُظهِرها وهي في دبي مع روبنسون، مُدَّعيةً أنَّ هذه الصور تدحض المزاعم التي تقول إنَّ الأميرة أُعيدت إلى بلادها على غير رغبتها.
ولم يصدر من الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أي تصريح منذ أن جرى توقيفها في يخت قبالة الشواطئ الهندية في مارس/آذار 2018.
وقالت لطيفة، في فيديو طلبت من أصدقائها نشره في حال لم تجرِ محاولة فرارها من دبي على ما يرام، إنَّها قضت 7 سنوات تحاول الهرب من سجنٍ مُذهَب وإنها تخشى التعرُّض للتعذيب في حال الإمساك بها.
وواجهت روبنسون انتقادات حادة، الخميس 27 ديسمبر/كانون الأول، من جانب نشطاء حقوق الإنسان، ادَّعى أحدهم أنَّ روبنسون "استُغِلَّت في معركة العلاقات العامة بين الأسرة الإماراتية الحاكمة وبقية العالم"، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
شكوك حول ما صرحت به روبنسون
وقد شككت منظمة هيومن رايتس ووتش في المقابلة التي أجرتها روبنسون مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، والتي قالت فيها إنَّ الأميرة حياة، وهي واحدة من زوجات الشيخ محمد إلى جانب كونها شخصاً تعرفه روبنسون منذ زمنٍ طويل، قد طلبت منها القدوم إلى دبي للمساعدة في "مشكلة أسرية".
وأضافت روبنسون، التي تحدَّثت عن كيف أنَّها تناولت الغداء مع لطيفة وحياة وآخرين وكانت قادرة على "تقييم الموقف": "كانت المشكلة أنَّ لطيفة ضعيفة، إنَّها مضطربة. لقد صوَّرت فيديو تندم الآن على تصويره، وخطَّطت للهرب، أو كانت جزءاً من خطة هرب".
وقالت روبنسون إنَّ الأميرة تتلقى رعايةً نفسية، مُضيفةً: "إنَّها شابّة جديرة بالحب كثيراً، لكن من الواضح أنَّها مضطربة، ومن الواضح أنَّها بحاجة إلى الرعاية الطبية التي تتلقاها الآن". وقالت إنَّ الأسرة "لا تريد لها أن تتحمَّل المزيد من التشهير".
وقالت روبنسون إنَّها أرسلت تقريراً بخصوص المسألة إلى ميشيل باشليت، مفوضة الأمم المتحدة الحالية لحقوق الإنسان، وتحدَّثت مع سلف باشليت في المنصب، الأمير الأردني زيد بن رعد الحسين.
وقالت روبنسون، التي ذكرت أنَّها كانت على تواصل مع كين روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش: "هؤلاء أصدقاء جيدون لي، وقد ناقشنا القضية".
وقال روث إنَّه تبادل رسائل البريد الإلكتروني مع روبنسون بعدما عَلِمَ أنَّها زارت الأميرة. وأرسل إليها رابطاً لتقرير عن القضية من إعداد هيومن رايتس ووتش، والذي وثَّق حوادث إخفاء قسري عديدة من جانب السلطات الإماراتية.
وقال روث: "قالت ماري روبنسون في مقابلة BBC إنَّ الأميرة لطيفة (شابّة مضطربة)، مع أنَّني كنتُ لأشعر بالاضطراب أيضاً إذا حاولتُ الهرب من سجنٍ مُذهَب وجرى اختطافي لإعادتي إليه".
وأضاف: "لستُ متأكداً أنَّ ماري روبنسون خلال زيارتها القصيرة كانت قادرةً على تمييز الفارق. ومن المحال أن تكشف ذلك مقابلةٌ مقتضبة في حضور أسرتها التي يُزعَم أنَّها اختطفتها، وبعد خضوعها لمعاملةً لا يدري أحدٌ كيف كانت خلال الأشهر التسعة الماضية من احتجازها بمعزلٍ عن العالم الخارجي".
تقرأ من نص كتبته حكومة دبي
وقال روث إنَّ منظمة هيومن رايتس ووتش ستُرحِّب بأي فرصة للحديث عن القضية مع الأميرة لطيفة، وكذلك مع مسؤولي الحكومة الإماراتية.
وقالت رادها ستيرلينغ، الرئيسة التنفيذية لمجموعة "Detained in Dubai" ( معتقل في دبي)، إنَّ مَن يستمع للمقابلة مع روبنسون سيشعر "بالذهول كيف بدت تعابيرها وهي تقرأ بصورة حرفية من نصٍ كتبته لها الحكومة في دبي".
وطعن أيضاً محامون وكَّلهم شخصان كانا على متن اليخت حين أوقفته الشرطة في رواية روبنسون، مُتهمين إياها بـ"التغاضي" عن مزاعم موثوقة بشان هجمات وعمليات اختطاف غير قانونية في المياه الدولية.
فقالت مؤسسة Guernica 37، وهي مؤسسة قانونية معنية بالعدالة الدولية وحقوق الإنسان: "يبدو أنَّ السيدة روبنسون قضت بضع ساعات مع الشيخة لطيفة، وعلى الرغم من أنَّها لم تخضع لأي تدريبٍ رسمي طبي أو نفسي، فإنَّها بطريقةٍ ما شخَّصت حالتها (الأميرة) وخلُصت إلى أنَّها تتلقى علاجاً ملائماً. ومن غير الواضح على أي أساس ترى السيدة روبنسون نفسها مؤهلة للقيام بذلك".
وانتقدت عائشة علي خان، وهي ناشطة حقوقية مقيمة في المملكة المتحدة، هي الأخرى روبنسون قائلةً: "يبدو واضحاً بالنسبة لي أنَّ روبنسون استُغِلَّت في معركة العلاقات العامة بين الأسرة الإماراتية الحاكمة وبقية العالم".
وجرى التواصل مع مؤسسة روبنسون الكائنة في دبلن للحصول على تعليق.