كشف وزير الإعلام السوداني، بشارة جمعة، الحصيلة الرسمية لعدد قتلى احتجاجات السودان ، إذ بلغ 19 شخصاً، و397 مصاباً، بينهم 219 من القوات النظامية.
وأضاف المسؤول السوداني، الخميس 27 ديسمبر/كانون الأول 2018، أنه تم رصد 107 من المنظمات والحركات المسلحة التي تحرض على الاحتجاجات، وفقاً لـ "رويترز". وأكد وزير الإعلام السوداني أن "الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتغيير النظام، ولا داعي للتخريب".
تضارب في الأرقام بخصوص قتلى احتجاجات السودان
وكانت وسائل إعلام سودانية قد أعلنت في وقت سابق، نقلاً عن وزير الداخلية أحمد بلال عثمان، قوله إن 17 محتجاً فقط لقوا حتفهم، وإن 35 شرطياً أُصيبوا.
من جهته، أشار الرئيس السوداني، عمر البشير، في وقت سابق من الخميس، إلى أن السودان يواجه هو ودولاً عربية مخاطر وتهديدات من قِبل دول عظمى، "تمارس الابتزاز السياسي والاقتصادي لتركيعنا".
وأوضح في خطاب ألقاه بحفل لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم، أن تلك الدول "تهدف إلى السيطرة على موارد الشعوب".
ورفض السودان تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي)، الذي يفيد بأن عدد قتلى احتجاجات السودان على يد قوات الأمن بلغ 37 متظاهراً، التي استمرت أسبوعاً في البلاد.
استقالة وإضرابات متواصلة في أكثر من محافظة
على صعيد آخر، أدت الاضطرابات إلى استقالة عبد الرؤوف غرناس، رئيس دائرة الصحة في الولاية الشمالية.
وهذه الاستقالة هي الأولى بين كبار المسؤولين، إضافة إلى كونه أحد أعضاء حزب مشارك في الائتلاف الحاكم، منذ بداية التظاهرات.
الى ذلك، أعلنت "شبكة الصحافيين السودانيين" الخميس أنها بدأت إضراباً 3 أيام، إثر المظاهرات وسقوط 17 شخصا قتلى احتجاجات السودان ووسط دعوات من الأحزاب المعارضة لمزيد من التظاهرات.
وقالت "شبكة الصحافيين"، وهي منظمة غير حكومية تضم صحافيين مستقلين ومعارضين يعملون بصحف ومواقع إلكترونية، في بيان أصدرته الأربعاء 26 ديسمبر/كانون الأول: "نعلن عن إضراب احتجاجاً على عنف السلطات ضد المتظاهرين، اعتباراً من صباح الخميس ولمدة 3 أيام".
وعادة ما يشتكي الصحافيون في السودان من تعرّضهم لمضايقات من قبل السلطات.
وصنفت منظمة مراسلون بلا حدود السودان في المرتبة الـ174 من بين 180 بلداً من حيث مؤشر حريات الصحافة العالمي لعام 2017، وقالت إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني "يطارد صحافيين، ويفرض رقابة على وسائل الإعلام المكتوبة".
"المؤتمر الشعبي" يطالب بإجراء تحقيق في مقتل متظاهرين
في السياق ذاته، طالب حزب "المؤتمر الشعبي" أكبر الأحزاب الإسلامية السودانية والممثل في الحكومة، الأربعاء 26 ديسمبر/كانون الأول 2018، بإجراء تحقيق في مقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 .
وأدان الحزب الذي أسسه الراحل حسن الترابي مقتل متظاهرين، وطالب بمحاسبة المسؤولين، مطالباً الحكومة في بيان، "بإجراء تحقيق حول القتل، ومن قاموا بذلك يجب أن يحاسَبوا".
وأكد الحزب " سقوط 17 قتلى احتجاجات السودان وإصابة 88 آخرين"، وفق تحقيقاته الخاصة ومعلوماته. في الوقت الذي يمثله وزيران في مجلس الوزراء، كما أن لديه تمثيلاً برلمانياً.
إلى ذلك، يواجه اقتصاد البلاد صعوبات، خصوصاً النقص في العملات الأجنبية وارتفاع نسبة التضخم.
وما زالت الأزمة مستمرة رغم أن الولايات المتحدة رفعت في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية فرضتها على الخرطوم طوال عقدين.
حيث اقترب معدل التضخم من 70%، وفقدت العملة السودانية (الجنيه) الكثير من قيمتها، كما عانت الخرطوم ومناطق أخرى نقصاً حاداً في الخبز.