تركيا تدفع بتعزيزات عسكرية على الحدود.. والمعارضة السورية تحذر من ترك الفراغ للنظام وداعش

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/23 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/23 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
أنقرة ترسل تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع سوريا (الأناضول)

ذكرت وكالة وسائل إعلام تركية، الأحد 23 ديسمبر/كانون الأول، أن أنقرة بدأت إرسال تعزيزات إلى حدودها مع سوريا مشيرة إلى أن نحو مئة مركبة بينها شاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة وأسلحة تشق طريقها إلى المنطقة.

ويأتي تصاعد النشاط العسكري بعد أيام من تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان قال فيها إن بلاده ستؤجل عملية عسكرية مزمعة ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات في شمال سوريا، بعد أن قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا.

وقالت وكالة "دمير أورين"، إن الرتل التركي توجه نحو إقليم كلس الجنوبي الحدودي عبر إقليم خطاي الجنوبي أيضاً. وتضمن الرتل دبابات ومدافع هاوتزر وأسلحة رشاشة وحافلات تقل أفراداً من القوات الخاصة.

وأضافت أن جزءاً من العتاد العسكري والجنود سينتشرون في نقاط على الحدود فيما عبر البعض إلى داخل سوريا من خلال منطقة البيلي.

وتقع البيلي على بعد 45 كيلومتراً من مدينة منبج في شمال سوريا والتي كانت سبباً للتوتر بين أنقرة وواشنطن.

وتوصلت تركيا والولايات المتحدة في يونيو/حزيران لاتفاق يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب من المنطقة لكن تركيا شكت من تأخر التنفيذ.

وأظهرت لقطات بثتها قناة (تي.آر.تي وورلد) التلفزيونية التركية جزءاً من الرتل أثناء دخوله إلى سوريا عبر بلدة قرقميش التركية الحدودية التابعة لإقليم غازي عنتاب بجنوب شرق البلاد والواقع على بعد 35 كيلومتراً شمالي منبج.

وذكرت القناة أن القوافل عبرت إلى منطقة يسيطر عليها الجيش السوري الحر الحليف لتركيا وأنها في طريقها إلى جبهات القتال بمنبج.

وكان أردوغان قد قال الجمعة الماضية، إن تركيا ستتولى المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مع سحب الولايات المتحدة لقواتها، وأضاف أن العملية العسكرية المزمعة ستستهدف وحدات حماية الشعب.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة منظمة إرهابية وامتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يحمل السلاح على أراضيها منذ الثمانينيات.

ماكرون: نأسف بشدة لقرار ترامب

وفي ردود الأفعال المتواصلة، عبّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد، عن "أسفه الشديد" إزاء قرار نظيره الأميركي بسحب القوات الأميركية من سوريا.

وقال ماكرون، "الحليف ينبغي التعويل عليه، أشعر بأسف شديد إزاء القرار الذي اتخذ بشأن سوريا".

وكان الإليزيه قد أعلن الأسبوع الماضي، مواصلة دعمه لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في الشمال السوري، بعيد القرار الأميركي المفاجئ.

المعارضة السورية تدعو واشنطن لتنسيق انسحابها مع تركيا لتفادي دخول قوات النطام

في السياق، دعا رئيس هيئة التفاوض السورية، الممثلة لأطياف واسعة من قوى المعارضة، نصر الحريري الأحد واشنطن لتنسيق انسحابها من مناطق سيطرة الأكراد مع تركيا والفصائل الموالية لها لقطع الطريق أمام قوات النظام والمتشددين.

واعتبر الحريري على حسابه في موقع تويتر أن "انسحاباً أميركياً غير مدروس يمكن أن يولد فراغاً يتم ملؤه من قبل داعش أو النظام السوري والميليشيات الإيرانية"، مضيفاً "لذلك ندعم بقوة فكرة أن يتم هذا الانسحاب التدريجي بالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش الوطني وتركيا والفاعلين المحليين من أهالي المنطقة لمنع هذه المآلات الخطيرة".

و"الجيش الوطني"، هو عبارة عن تحالف فصائل سورية موالية لأنقرة خاضت إلى جانبها معركة السيطرة على منطقة عفرين، التي كانت تُعد تحت سيطرة الإدارة الكردية، في وقت سابق من العام الحالي.

وأضاف الحريري أنه "يمكن تعزيز وزيادة دور قوى الثورة والمعارضة السورية بالتوازي مع الدور التركي الداعم لها في شمال شرق سوريا"، وهي المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد ويطلق عليها أيضاً تسمية "شرق الفرات".

ويرى محللون أن القرار الأميركي، الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب الأربعاء بسحب قواته الداعمة للأكراد، قد يدفع بهؤلاء إلى التعاون مع دمشق للحفاظ على الحد الأدنى من مكتسباتهم وتفادي هجوم تركي ضدهم.

وقال الحريري إن واشنطن أبلغت هيئة التفاوض بـ"خطة انسحاب كامل وسريع" لقواتها. معتبراً أنه "بغض النظر عن صوابية القرار الأميركي المتخذ أو خطورته إلا أنه علينا العمل من أجل تحويله إلى فرصة، وقطع الطريق أمام أي أجندة انفصالية وتعزيز دور الجيش الحر".

تحميل المزيد