ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، الجمعة 21 ديسمبر/كانون الأول، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرَّر سحب القوات الأميركية من سوريا خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
ونقلت الوكالة الأميركية عن مصادر (لم تسمّها) قولها إن "الرئيس التركي سأل ترامب خلال الاتصال الهاتفي: لماذا لا تزال القوات الأميركية موجودة في سوريا بعد دحر تنظيم داعش بنسبة 99%".
وحسب التقرير، فقد "أكد أردوغان للرئيس الأميركي أن تركيا قادرة على القضاء على الإرهابيين المتبقين بنفسها، دون مساعدة الولايات المتحدة".
وأكدت المصادر أن "ترامب اتخذ قراره بعد مشاورات مع مستشار الأمن القومي جون بولتون، فيما كان الرئيس التركي ما زال على الخط".
وذكرت الوكالة أن "بولتون وأردوغان استغربا من قرار ترامب المفاجئ".
من جهته، نفى البيت الأبيض صحة التقرير الإعلامي المذكور، وكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، مساعد الرئيس ترامب، غاريت ماركيز، عبر حسابه على تويتر: "بكل تأكيد المعلومات الواردة في هذا التقرير غير صحيحة".
وأضاف أنه "من الواضح من السياق أن هذه الرواية الكاذبة للأحداث تأتي من مصادر تفتقد إلى الاطلاع على الموضوع".
ومساء الأربعاء، أعلن ترامب، رسمياً، بدء انسحاب قوات بلاده من سوريا، دون تحديد جدول زمني.
وأشارت وسائل إعلام محلية أن القرار اتُّخذ بعد اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي، بين ترامب وأردوغان، عقب إعلان أنقرة عزمها شنّ عملية عسكرية ضد تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي شرقي نهر الفرات.
وأبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ترحيباً "حذراً" بقرار واشنطن بسحب قواتها من الأراضي السورية، وقال إن بلاده سترجِئ عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد بشمال شرقي سوريا فترةً غير مفتوحة.
وقال أردوغان، الجمعة 21 ديسمبر/كانون الأول 2018: "مكالمتي الهاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واتصالات أجهزتنا الدبلوماسية والأمنية، فضلاً عن التصريحات الأميركية الأخيرة، دفعتنا إلى التريث فترةً، لكنها بالتأكيد لن تكون فترة مفتوحة".
وأكد أن "بلاده ليست لديها أطماع في الأراضي السورية، ولكن موقفها واضح تجاه الهجمات الإرهابية التي تستهدف تركيا من تلك الأراضي"، بحسب وصفه.
ولفت الرئيس التركي إلى أن "أولويتنا في تركيا هي ضمان أمن المنطقة، والخطوات التي نخطوها -سواء مع روسيا أو إيران- هدفها تحقيق الأمن".
وتابع: "ترامب سألنا: (هل بوسعكم القضاء على داعش؟). نحن قضينا عليهم، ويمكننا مواصلة ذلك مستقبلاً، يكفي أن تقدّموا لنا الدعم اللازم من الناحية اللوجيستية. في النهاية بدأوا (الأميركيون) بالانسحاب، والآن هدفنا هو مواصلة علاقاتنا الدبلوماسية معهم بشكل سليم".
وبيّن أردوغان أن الجنود الأتراك وقوات الجيش السوري الحر قادرون على تحييد التنظيمات التي تصنفها تركيا "إرهابية"، وضمنها "بي كا كا" و"ب ي د" و"ي ب ك"، مثلما جرى تحييد 3 آلاف عنصر من "داعش" في مدينة جرابلس السورية.
وشدّد الرئيس التركي على أن "العرب والأكراد والتركمان المخلصين في سوريا يدعون تركيا للتدخل، لأنهم يثقون بها".