أبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ترحيباً "حذراً" بقرار واشنطن سحب قواتها من الأراضي السورية، وقال إن بلاده سترجئ عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد بشمال شرقي سوريا فترةً غير مفتوحة.
وقال أردوغان الجمعة 21 ديسمبر/كانون الأول 2018: "مكالمتي الهاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واتصالات أجهزتنا الدبلوماسية والأمنية، فضلاً عن التصريحات الأميركية الأخيرة، دفعتنا إلى التريث فترةً، لكنها بالتأكيد لن تكون فترة مفتوحة".
وأكد أن "بلاده ليست لديها أطماع في الأراضي السورية، ولكن موقفها واضح تجاه الهجمات الإرهابية التي تستهدف تركيا من تلك الأراضي"، بحسب وصفه.
ولفت الرئيس التركي إلى أن "أولويتنا في تركيا هي ضمان أمن المنطقة، والخطوات التي نخطوها -سواء مع روسيا أو إيران- هدفها تحقيق الأمن".
وتابع: "ترامب سألنا: (هل بوسعكم القضاء على داعش؟). نحن قضينا عليهم، ويمكننا مواصلة ذلك مستقبلاً، يكفي أن تقدّموا لنا الدعم اللازم من الناحية اللوجيستية. في النهاية، بدأوا (الأميركيون) بالانسحاب، والآن هدفنا هو مواصلة علاقاتنا الدبلوماسية معهم بشكل سليم".
وبيّن أردوغان أن الجنود الأتراك وقوات الجيش السوري الحر قادرون على تحييد التنظيمات التي تصنفها تركيا "إرهابية"، وضمنها "بي كا كا" و"ب ي د" و"ي ب ك"، مثلما جرى تحييد 3 آلاف عنصر من "داعش" في مدينة جرابلس السورية.
وشدّد الرئيس التركي على أن "العرب والأكراد والتركمان المخلصون في سوريا يدعون تركيا للتدخل، لأنهم يثقون بها".
إزالة الخلاف بين أنقرة وواشنطن
وبحسب رويترز، قوّض قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المفاجئ هذا الأسبوع، سحب قوات بلاده، البالغ قوامها نحو 2000 عسكري، من سوريا، ركيزة أساسية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
وتضيف الوكالة أن هذا "سيصعب التوصل لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية، المستعرة منذ أكثر من سبعة أعوام".
لكن بالنسبة لتركيا، يزيل التحرك المفاجئ من جانب ترامب مصدراً رئيساً للخلاف مع الولايات المتحدة. واختلف البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي بشأن سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
تركيا لديها خططها بعد انسحاب الأميركان
وتعتبر تركيا الوحدات منظمة إرهابية وفرعاً لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الحكومة التركية للحصول على "حكم ذاتي" للأكراد في جنوب شرقي تركيا.
وكان أردوغان أعلن قبل أيام، خططاً لبدء عملية شرق نهر الفرات في شمال سوريا، لطرد وحدات حماية الشعب من المنطقة التي سيطرت على معظمها، قبل أن يقرر تأجيلها الجمعة.
في السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: "لدينا خارطة طريق منبج، لقد ناقشنا ما إذا كنا نستطيع تطبيقها بحلول وقت انسحاب القوات الأميركية".
وأضاف أوغلو الجمعة: "هناك الكثير من الأمور التي يتعين على تركيا والولايات المتحدة تنسيقها معاً.. يجب ألا يحدث أي فراغ في البلد قد تملؤه جماعات إرهابية".