قالت وكالة رويترز نقلاً عن شهود، إن شخصاً قد قُتل، الخميس 20 ديسمبر/كانون الأول 2018، في الاحتجاجات المندلعة بعدة مدن سودانية، بسبب ارتفاع الأسعار وأزمة السيولة.
في حين أكدت مصادر صحافية لـ "عربي بوست"، أن الشاب المقتول طالب بالثانوية، ويدعى مؤيد أحمد محمود عبد القادر، وقد سقط على يد قوات الأمن في مدينة القضارف شرق السودان.
لا حول ولا قوة الا بالله استشهد طالب في قضارف يسقط حكومة كجر ودمار ✌🏻✌🏻✌🏻✌🏻✌🏻✌🏻🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩الثورة الثورة حتى نصر pic.twitter.com/JjzqEteYWz
— فارس السودان (@Kav4DcHzyELhfKU) December 20, 2018
كما أكدت المصادر ذاتها مقتل شاب عشريني آخر، يدعى محمد عيسى، على يد قوات الشرطة في مدينة بربر، التابعة لولاية نهر النيل، شمال السودان.
وتحدثت وكالة الأناضول، نقلاً عن نائب برلماني، عن مقتل متظاهرين اثنين، وإصابة العشرات في القضارف أيضاً.
وقال النائب البرلماني عن دائرة (القضارف) مبارك النور، إن "أقارب القتلى فشلوا في الوصول إلى المشرحة لتسلّم الجثامين، نتيجة للأوضاع الحرجة"، دون مزيد من التوضيح.
وتضاربت أرقام وسائل الإعلام المحلية في إحصاء عدد القتلى، في حين أشارت إلى أن العدد مرشَّح للزيادة، نتيجة لوجود عدد من الإصابات الخطرة. في حين أكد "النور" أن "الجيش السوداني نزل إلى الشوارع"، لضبط الاحتجاجات في القضارف.
الاحتجاجات تصل للخرطوم
وأكد شهود عيان لـ "رويترز"، امتداد الاحتجاجات إلى العاصمة الخرطوم، بعد أن كانت قد اندلعت في الأيام الماضية، بعدد من مدن ولايتي النيل والبحر الأحمر.
شارع الحرية
#مدن_السودان_تنتفض pic.twitter.com/wZZogB9pB0— Nadia. (@osmanadia) December 20, 2018
وهتف المشاركون في احتجاجات الخرطوم، وتحديداً في مسيرة خرجت بشارع الحرية وسط العاصمة: "الشعب يريد إسقاط النظام"، بعد أن قاموا بإغلاق عدد من الطرق الفرعية بالحجارة والإطارات المشتعلة، في الوقت الذي حاولت فيه قوات شرطة مكافحة الشغب تفريق المحتجين بالقوة.
وقال شهود إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع بعد تجمّع مئات المحتجين في شوارع ضاحية بمدينة عطبرة الخميس، مرددين هتافات مناهضة للحكومة.
#القضارف تنتفض وسط محاولات من أجهزة النظام قمع المتظاهرين بالذخيرة الحية#السودان #مدن_السودان_تنتفض #Sudan pic.twitter.com/VFfg72hvER
— Sudan News (@Sudan_tweet) December 20, 2018
وأكد ناشطون سودانيون على شبكات التواصل الاجتماعي، أن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي أيضاً في مدن عدة، وقضارف، وعطبرة، وبربر، ودنقلا.
إعلان الطوارئ في "نهر النيل"
وقال مسؤولون في ولاية نهر النيل، إنه جرى إعلان حالة الطوارئ في المدينة، الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد أن تظاهر الآلاف احتجاجاً على زيادة الأسعار، وأضرموا النار في المقر المحلي للحزب الحاكم.
وقال شهود عيان إن عشرات آخرين خرجوا احتجاجاً على ارتفاع الأسعار في مدن دنقلا والقضارف الخميس 20 ديسمبر/كانون الأول 2018. لكن المظاهرات كانت أكبر في عطبرة، التي تعد بؤرة تاريخية للاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وكان قرار بخفض دعم الخبز، في وقت سابق من العام، قد أثار احتجاجات نادرة بأنحاء البلاد بعد تضاعف أسعار الخبز. لكن بعد ذلك زاد دعم الدقيق بنسبة 40% في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وبلغ التضخم الآن 69%، واضطر الناس في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى إلى الوقوف في طوابير عند المخابز ومحطات الوقود، بسبب نقص حاد في الوقود والخبز المدعومين من الحكومة.
المهدي يدعو لـ "عقد اجتماعي جديد"
في السياق، دعا رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض، الصادق المهدي، الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى "عقد اجتماعي جديد" في البلاد، بالتزامن مع تجدد احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية.
جاء ذلك في أول خطاب جماهيري له بالخرطوم، إثر عودته إلى البلاد، الأربعاء، بعد غياب استمر 10 أشهر.
وحث المهدي على حشد التأييد الشعبي لصيغة تتضمن التزام جميع الأطراف وقف إطلاق النار والعدائيات، وتسهيل الإغاثة الإنسانية، وإطلاق سراح "المحبوسين والأسرى"، وكفالة الحريات العامة بضوابط لتنظيم ممارستها، وتكوين حكومة قومية برئاسة وفاقية.
وأشار إلى أن وثيقة بهذا الخصوص يتم تقديمها بعد ذلك بصورة جماعية وسلمية إلى رئاسة الجمهورية، مطالباً ممثلي القوى السياسية والأكاديمية والدينية والقبلية بالعمل على تحقيق ذلك.