قال موقع News.ru الروسي إن موسكو وسَّعت نفوذها في سوريا حتى وصلت أسلحتها إلى مناطق تماس قريبة من القواعد الأميركية بالبلاد، ما يشير إلى احتمالية الصدام بين موسكو وواشنطن.
وبحسب الموقع الروسي، يسمح تعزيز قوات الدفاع الجوي السورية لروسيا بتوسيع نفوذها داخل سوريا. ولن يقتصر نشر منظومة "إس-300" الروسية واستخدام الجيش السوري إياها على السواحل السورية فحسب، بل قد يمتد إلى وسط البلاد وشرقها.
وفقاً لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" نقلاً عن مصادر عسكرية، تعمل روسيا على تحويل بعض قواعد منظومة "إس-300" إلى مطار دير الزور التابع للقوات الجوية السورية.
وستُعقّد هذه الخطوة عمليات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، إذ إن الرادار الخاص بالمنظومة الروسية "إس-300" يغطي جميع المناطق شرق نهر الفرات، حيث توجد القوات الأميركية.
نقل "إس-300" إلى دير الزور
وفي وقت سابق، وخلال انعقاد قمة مجموعة العشرين، نشر موقع DEBKAfile الإسرائيلي بعض المعلومات حول نقل قسم من منظومة "إس-300" الروسية إلى منطقة دير الزور. لكن، لم يتم التعامل مع هذه المعلومات بجدية؛ نظراً إلى سمعة الموقع الإسرائيلي السيئة، بسبب نشره الشائعات في العديد من المناسبات.
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قام محللو معهد دراسات الحرب الأميركي بتقييم الجهود التي يبذلها الجيش الروسي لإنشاء نظام دفاع جوي موحد في سوريا، وإمكانية نقل منظومة "إس-300" إلى منطقة دير الزور. كما ذكر المحللون، نقلاً عن مصادر المعارضة السورية، أنه قد تم نشر قواعد صواريخ "إس-300" في قاعدة "تي-4" الجوية الواقعة في محافظة حمص، والتي بدأت الميليشيات الإيرانية والقوات الموالية لطهران في مغادرتها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018.
بدوره، ذكر موقع News.ru الروسي أنه في حال كانت المعلومات الواردة حول نشر منظومة "إس-300" الروسية أو بعض مكوناتها في القاعدة الجوية بحمص ودير الزور صحيحة، فإن الحرص على سلامة هذه المنظومة من الأمور الضرورية.
على الرغم من أن المنشآت العسكرية في دير الزور معززة أمنياً ومحميَّة بشكل جيد، لا سيما بعد تحرير المنطقة عقب حصار فاشل من قِبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) دامَ 3 أعوام، فإن مقاتلي التنظيم ما زال بإمكانهم التنقل في المناطق الصحراوية، بحسب الموقع الروسي.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، استخدمت القوات العسكرية الروسية قاعدة "تي-4" الجوية، حيث تتوقّف طائراتها فترات قصيرة وتعيد التزود بالوقود والذخيرة.
هجوم داعش على الـ"تي-4″
في نهاية يونيو/حزيران 2018، ووفقاً للمعلومات التي نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأميركي Stratfor وصور الأقمار الاصطناعية، تكبدت القاعدة خسائر كبيرةً نتيجة هجوم نفَّذه مقاتلو تنظيم داعش. كما نشرت شبكة BBC صوراً تظهر حطام مروحيات من طراز "مي-24" بعد تفجيرها من قِبل التنظيم. مع ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية خسارتها بعض معداتها العسكرية في القاعدة.
كما تعرضت قاعدة "تي-4" للقصف في العديد من المناسبات من طرف الجيش الإسرائيلي، وهو ما توثقه بعض الصور على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كانت القاعدة تضم مراكز مراقبة الطائرات الإيرانية "شاهد 129".
أما الآن، فالوضع هادئ نسبياً بمنطقة قاعدة "تي-4" الجوية في حمص، كما تم تحرير منطقة دير الزور من تنظيم داعش، لكن التوتر ما زال يطغى على مدينة هجين، ما دفع وزارة الدفاع الروسية إلى نشر هذه المنظومة في تلك المنطقة دون تردد، وذلك بحسب ما أفاد به الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي.
وأضاف الخبير أنه تم نقل منظومة "إس-300" إلى سوريا بعد إسقاط طائرة "إيل-20" في منطقة مصياف، كما أن خصوصيات التضاريس بهذه المنطقة وإمكانية تدمير منصات صواريخ "إس-300" الروسية تجعلان من الممكن غلق المعابر التي تؤدي إلى الساحل السوري بالكامل.
الضربات كانت من لبنان
وبحسب الموقع الروسي، قال موراخوفسكي إن "الضربات الجوية الإسرائيلية ضد بعض المواقع السورية كانت تنفَّذ انطلاقاً من وادي البقاع في لبنان، وهو المكان الذي تستطيع إسرائيل من خلاله توجيه ضربات ضد دمشق ومناطق أخرى، وضمن ذلك قاعدة (تي-4) الجوية، التي تعرضت في السابق لهجمات إسرائيلية. أما منصات صواريخ (إس-300) في منطقة مصياف، فلا يمكن استهدافها أو رؤيتها، لأنها مخفيَّة بين الجبال".
وأوضح الخبير أنه لرؤية الطائرات الإسرائيلية التي تحوم فوق سلسلة الجبال، من الضروري تحليق طائرة من طراز "أ-50" المجهزة بنظام إنذار مبكر، وهو أمر طبيعي بالنسبة لسوريا، أو وضع رادار احتياطي منفصل. لكن فيما يتعلق بردود الفعل والوسائل التي يجب اعتمادها لإلحاق ضرر بالطائرات الإسرائيلية، فمن غير المستبعد نشر منظومة "إس-300" في قاعدة "تي-4".
وقال الخبير إن "روسيا استخدمت في السابق القاعدة باعتبارها مطاراً، لذلك من الطبيعي نشر المنظومة هناك. كما سيتم نشر (إس-300) فى قاعدة (تي-4)، للسيطرة على جزء من المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، ومن ثم، ستكون هذه الخطوة بمثابة رسم لحدود نشاط الطيران الروسي وطيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة".
وأضاف الخبير أنه "في حال تم نشر منظومة (إس-300) في دير الزور، فسيُعطل ذلك عمل الطائرات الأميركية بسوريا. لكن حتى الآن، ووفقاً للقيادة الروسية، لم تنتهك الولايات المتحدة الاتفاق المتمثل في منع وقوع حوادث بي هذه المنطقة، فضلاً عن موافقة القيادة العسكرية الأميركية على توقيت جميع الغارات الجوية ومكانها، ما يشير إلى غياب الحاجة المُلحَّة لنشر المنظومة الروسية في دير الزور".