نفت هيئة الطيران المدني السودانية، الأربعاء 12 ديسمبر/كانون الأول 2018، تسلّمها أذونات من الحكومة لعبور الطيران الإسرائيلي فوق أجواء البلاد.
وقال المتحدث باسم الهيئة، عبد الحافظ عبد الرحيم، لوكالة "الأناضول"، إن "أذونات عبور الرحلات الجوية تأتي دائماً لرئاسة الجمهورية، التي تحيلها إلى وزارة الخارجية، لتخاطب بها سلطة الطيران المدني، للسماح لتلك الرحلات بالعبور".
وشدد عبد الرحيم على أنه "لم يسبق أن وصل لنا أي طلب بالسماح بمرور طائرات إسرائيلية عبر المجال الجوي السوداني".
والإثنين 10 ديسمبر/كانون الأول 2018، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن شركات الطيران الإسرائيلية ستتمكن من التحليق فوق السودان بطريقها لأميركا الجنوبية، في إطار مساعٍ لتحسين العلاقات مع الدول المسلمة وعزل إيران.
وأوضح عبد الرحيم أن "سلطة الطيران المدني لم يسبق أن رصدت محاولات عبور طائرات إسرائيلية لأجواء البلاد".
ولفت إلى أن بلاده تتمتع بمركز ملاحي متقدم، يعتبر الثالث في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا ومصر، والثاني من حيث الجانب الفني بعد جنوب إفريقيا.
نتنياهو: يمكننا كذلك التحليق فوق السودان
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال يوم الإثنين 10 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن شركات الطيران الإسرائيلية ستتمكن من التحليق فوق السودان بطريقها لأميركا الجنوبية، "في إطار مساعٍ لتحسين العلاقات مع الدول المسلمة وعزل إيران"، على حد تعبيره.
وأضاف نتنياهو حسبما نقلت وكالة رويترز: "سعت إسرائيل، وبتشجيع من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتحسين العلاقات مع الدول العربية والإسلامية التي كانت تناصبها العداء والتي تشاركها المخاوف بشأن إيران أو تتوقع مزايا اقتصادية محتملة".
والشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني 2018)، استأنف نتنياهو ورئيس تشاد إدريس ديبي، العلاقات التي قطعتها بنجامينا في عام 1972.
وقال نتنياهو في إفادة لدبلوماسيين، إن محادثاته مع ديبي ساعدت في فتح مسار جوي جديد إلى أميركا الجنوبية.
وأضاف وهو يشير إلى خريطة: "في الوقت الراهن، يمكننا التحليق فوق مصر. يمكننا التحليق فوق تشاد وتم الاتفاق على ذلك بالفعل، وتشير كل الظواهر إلى أننا يمكننا كذلك التحليق فوق السودان".
ولم يدلِ المتحدثون باسم نتنياهو بمزيد من التفاصيل، ولم يتضح متى ستتمكن رحلات الطيران الإسرائيلية من التحليق فوق السودان في طريقها لأميركا الجنوبية، التي وصفها رئيس الوزراء بأنها رابع أهم وجهة سفر لإسرائيل.
"اتصالات على مستوى منخفض"
وبحسب رويترز، يقول دبلوماسيون إسرائيليون إن "اتصالات على مستوى منخفض مع السودان" جرت في السنوات الأخيرة، لكن السلطات هناك أحجمت عن الاعتراف بها علناً.
وكانت إسرائيل تعتبر السودان حليفاً لإيران، واتهمته بتسهيل تهريب السلاح للفلسطينيين في غزة. ويقول دبلوماسيون إسرائيليون الآن، إنهم يعتقدون إن السودان نأى بنفسه عن طهران.
وسعت إسرائيل، في الأشهر الأخيرة، لكسب ود دول إسلامية سُنية، خاصة دول الخليج التي اقتربت بدورها من إسرائيل على مدى سنوات، بسبب المخاوف المشتركة المتعلقة بتصاعد نفوذ إيران الشيعية في المنطقة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، قام نتنياهو بزيارة مفاجئة لسلطنة عمان التي لا تعترف بدولة إسرائيل. وقال نتنياهو يوم الإثنين، إن السلطان قابوس وافق على تحليق رحلات شركة طيران العال الإسرائيلية فوق البلاد.
وبدأ الحديث عن استخدام الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السوداني، عقب زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي، لتل أبيب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
غير أن مسؤولين سودانيين وبرلمانيين أكدوا التزام الخرطوم بالمطالب الفلسطينية التي ترهن التطبيع بإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.