أثار عدد من المُشرِّعين المنتمين إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة مخاوفَ بشأن الاعتقال التعسفي لما يزيد عن 10 مواطنين أميركيين ومقيمين دائمين في مصر، إلى جانب انتهاكات حقوق الإنسان التي تُمارَس في البلاد.
وبحسب موقع Middle East Eye البريطاني، فإن 46 عضواً في مجلس النواب الأميركي وجّهوا خطاباً إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يوم أمس الأربعاء 12 ديسمبر/كانون الأول، قالوا فيه إنهم "لا يمكنهم غض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية" في ظل حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وورد في الخطاب: "هناك ما يُقدَّر بـ15 أو أكثر من المواطنين الأميركيين والمقيمين الدائمين الشرعيين الذين يُعتقلون في ظروفٍ مريعة ويُحرمون من الحقوق القانونية الأساسية"، ووقّعت على الخطاب عضوة الكونغرس الجمهورية إليانا روس ليتينن، وعضو الكونغرس الديمقراطي تيد دويتش وآخرون.
اعتقال ابنة القرضاوي وزوجها لا يستند لقانون
وأشار المُشرِّعون إلى قضية علا القرضاوي وزوجها حسام خلف، المحتجزَين دون تهمة أو محاكمة منذ يونيو/حزيران من العام الماضي 2017.
وكتب المشرِّعون في الخطاب أنَّ اعتقال الزوجين "يفتقر إلى أساس قانوني"، مستشهدين بتقرير فريق الأمم المتحدة العامل المعنيّ بمسألة الاحتجاز التعسفي.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان منظمة (الإنتربول) إلغاء ملاحقة الداعية الديني الشيخ يوسف القرضاوي، وحذفت كل الملفات والبيانات المتعلقة بقضيته، ورفعت اسمه من قوائم الترقب.
وفي الأسبوع الماضي، ساعدت ابنة علا، آية حسام، في شنِّ حملة لإرسال رسائل عبر البريد إلكتروني من أجل حثِّ أعضاء الكونغرس على ممارسة ضغط على مصر لإطلاق سراح الزوجين.
وقال حسام لموقع Middle East Eye البريطاني في هذا الوقت إنَّ وزارة الخارجية الأميركية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لديهما النفوذ" لإطلاق سراحهما.
وأضاف: "لديهم النفوذ لكنهم لا يستخدمونه كما ينبغي".
وفي بيانٍ صدر يوم أمس، قالت آية حسام إنها تأمل أن يستمع بومبيو إلى دعوة الكونغرس و "يتخذ خطوات على الفور لضمان أن تكون قضايا حقوق الإنسان التي تؤثر في المواطنين الأميركيين والعائلات الأميركية أولويةً قصوى في العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر".
وأضافت: "المأزق الذي يعيشه والداي باعث على اليأس بشكل متزايد، ولا يسعني الوقوف مكتوفة الأيدي بينما يطول احتجازهما غير القانوني دون نهاية قريبة".
"أزمة حقوق الإنسان"
وأدانت بعض جماعات حقوق الإنسان على نطاقٍ واسع الوضع الحالي في مصر، وقالت منظمة العفو الدولية إنَّ "أزمة حقوق الإنسان في البلاد مستمرة بلا هوادة" في العام الجاري 2018.
وأضافت منظمة العفو الدولية أنَّ السلطات المصرية متهمةٌ باستخدام التعذيب والإخفاءات القسرية وغيرها من ضروب سوء المعاملة ضد المئات، فضلاً عن شن حملة قمع على الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.
وأردفت: "الاعتقالات والاحتجازات التعسفية التي تعقبها محاكماتٌ جائرة بشدة ضد منتقدي الحكومة والمتظاهرين السلميين والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان متكررة. واستمرت المحاكمات الجماعية الجائرة أمام المحاكمات العسكرية والمدنية مع الحكم على العشرات بالإعدام".
ومع ذلك، تظل القاهرة واحداً من كبار حلفاء واشنطن في المنطقة، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في يوليو/تموز أنَّها ستُنهي تجميد مساعداتٍ عسكرية إلى مصر بقيمة 195 مليون دولار أميركي.
وفي العام الماضي 2017، وصف ترامب "السيسي" بأنه "صديق مُقرَّب جداً" إليه، ودعا إلى تهنئة الرئيس المصري بالفوز في الانتخابات مرة أخرى في أبريل/نيسان، برغم الاتهامات الواسعة النطاق بأنَّ السيسي شنَّ حملة تطهير ضد المرشحين المعارضين قُبيل التصويت.
وفي تلك الدعوة في أبريل/نيسان، قال البيت الأبيض: "أكَّد الزعيمان الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر"، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز آنذاك.