في الوقت الذي تشهد فيه مدن وعواصم أوروبية احتجاجات عنيفة، يقودها أصحاب ما يُعرف بـ "السترات الصفراء"، قال ناشطون مصريون على شبكات التواصل الاجتماعي، إن الأمن المصري قام بتحذير أصحاب متاجر بناء وأعمال مهنية تبيع سترات واقية في القاهرة والإسكندرية، من بيع "كميات كبيرة" منها، وهو ما فسَّره البعض بتوجس السلطات من خطر انتقال عدوى احتجاجات فرنسا ودول أوروربية إلى مصر.
وبحسب ما نشرته "الجزيرة نت" أيضاً، فقد فوجئ أصحاب متاجر لبيع معدات وتجهيزات بناء، بشارع الجمهورية، وسط القاهرة، بحضور أفراد من الشرطة، يطالبونهم بـ "الإبلاغ فوراً عن أي شخص يشتري كميات كبيرة من هذه السترات الصفراء".
"معناش فلوس نشتريها"
وعلق مغردون مصريون على هذه الأنباء بنوع من السخرية والانتقاد للنظام المصري، حيث قال المغرد "محمد مصطفى": "معناش فلوس نشتري سترات والله".
– فرنسا وأوروبا السترات الصفراء
– تونس السترات الحمراء
– مصر معناش فلوس نشتري سترات والله— mohamedmostafa (@mohamed88766678) December 9, 2018
فيما علَّق حساب يحمل اسم "القبطان المصري" بالقول: "لو السترات الصفراء هي الحل نشتريها، بس السيسي يغور، أنا جاهز يا مصر بحق 20 ألف سترة، ودي أقل حاجه أقدر أقدمها ليكي يا مصر"، بحسب تعبيره.
لو السترات الصفراء هي الحل نشتريها بس السيسي يغور انا جاهز يا مصر بحق 20الف سترة ودي اقل حاجه اقدر اقدمها ليكي يا مصر pic.twitter.com/Ee2D4SPnSH
— القبطان المصري (@waledxwx) December 8, 2018
فيما علقت المغردة حبيبة عصام بالقول: "أنا مستغربه والله إن السيسي لحد الآن ممنعش لبس "السترات الصفراء" هنا في مصر، أو بيعها بشكل عام، وخلاها مثلاً للي بيحتاجوها في الشغل بس".
انا مستغربه والله ان السيسي لحد الان ممنعش لبس "السترات الصفراء" هنا ف مصر او بيعها بشكل عام وخلاها مثلا للي بيحتاجوها ف الشغل بس، انا قلت احنا وصلنا خلاص للمرحله الكوميديه دي
— Habeba (@HabebaEssam22) December 9, 2018
وعلق المغرد "محمد سعيد" ساخراً: "ومن الجدير بالذكر أن اصحاب السترات الصفراء في مصر كلهم مرور"، في إشارة لشرطة المرور، التي ترتدي هذه السترات.
ومن الجدير بالذكر ان اصحاب السترات الصفراء في مصر كلهم مرور
— Saeed♌ (@iMohSaeed) December 9, 2018
الإعلام المصري هاجم "السترات الصفراء" بشكل كبير وحذَّر منها
في السياق، خصصت وسائل الإعلام المصرية خلال الأيام الأخيرة، مساحات واسعة لتغطية احتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا، وغيرها من الدول الأوروبية، وسط مقارنات مع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، محذرة بأسلوب "التخويف"، من تكرار مشاهد ثورة يناير تلك، وأثرها السلبي المحتمل على البلاد.
وقد ربطت صحف مصرية وإعلاميون مشاهد "الفوضى والدمار والسلب والتخريب والمواجهات" بثورة 25 يناير.
حيث حذَّر الإعلامي المؤيد للنظام محمد الباز في وقت سابق (برنامج متلفز) من التخريب والتدمير الذي يحدث في احتجاجات فرنسا، واستدعى في هذا الصدد أحداثاً وقعت إبان ثورة 25 يناير بمصر، مثل حرق المجمع العلمي بالقاهرة، وشبَّه الشباب الفرنسي بنظيره المصري إبان الثورة.
وكان إعلاميون مصريون أيضاً، قد اتهموا "جماعة الإخوان المسلمين" بالمشاركة والوقوف وراء احتجاجات فرنسا الأخيرة.
لماذا "السترات الصفراء"؟
إلى ذلك، تعتبر السترات الصفراء التي ارتداها المحتجّون الفرنسيون، وحملت اسم حراكهم، سترات مهنية تنبيهية، حيث يتوجّب على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا ما تعرّض لحادث، وعلى سائقي الدراجات في بعض الدول الأوروبية ارتداؤها لحمايتهم على الطرقات، وهي عموماً تهدف لتنبيه الشخص الذي يرتديها للناظر، كقول عبارة: "هل تراني؟". ويعتقد أن هذه هي الرسالة التي وجهها المتظاهرون في فرنسا للنظام: "أنا هنا، هل تراني؟".
ونجح متظاهرو فرنسا في إجبار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على التراجع عن فرض زيادات على أسعار المحروقات، لكن استمرت هذه التظاهرات للمطالبة بإصلاحات اقتصادية أخرى، في الوقت الذي انتقلت عدوى التظاهرات لعدة بلدان أوروبية، تشهد إجراءات اقتصادية صعبة أيضاً.