رفعت عائلات 3 جنود قوات خاصة بالجيش الأميركي، أرداهم حارس قاعدة أردنية قتلى عام 2016، دعوى قضائية ضد المملكة الأردنية الهاشمية، على خلفية الاتهامات الكاذبة بأنَّ ضباط "القبعات الخضراء" هم مَن استفزُّوا القاتل ودفعوه لقتلهم، وهي الرواية التي يخالفها مقطع فيديو للهجوم.
و"ذوو القبعات الخضراء" أو "القلنسوات الخضراء" هو الاسم الذي يُطلَق على القوات الخاصة التابعة لسلاح المشاة، حسب صحيفة The New York Times الأميركية.
وكان الجنود الثلاثة –ماثيو ليولين وكيفن مكإنرو وجيمس موريارتي، وثلاثتهم برتبة رقيب أول- متمركزين في الأردن، ضمن برنامج تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) لتدريب المعارضة السورية. وقد أُطلِقت عليهم النيران من مسافة قريبة، من جانب الرقيب أول معارك الطوايحة، وهو حارس في سلاح الجو الأردني، حين كانت قافلتهم متوقفة عند بوابة قاعدة الملك فيصل الجوية، بعد مهمة تدريبية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وتسعى الدعوى القضائية، التي قدِّمَت في المحكمة الجزئية الفيدرالية بواشنطن، للحصول على تعويضات مالية غير مُحدَّدة من الحكومة الأردنية.
قال جيمس موريارتي الأب، والد الرقيب أول موريارتي، خلال مؤتمر صحافي مُثير للعواطف، الجمعة 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2018: "كي تستمر الحياة، علينا أن نكون على استعداد لمحاسبة القوي". وحثَّ كذلك الولايات المتحدة على إعادة النظر في تحالفها طويل الأمد مع الأردن.
وأُدين الرقيب أول الطوايحة بالقتل، وحُكِم عليه بالسجن المؤبد، في يوليو/تموز 2017. وأثناء المحاكمة لم يُقدِّم الرقيب أي تفسير لهجومه، وقال بعد جلسة استماع: "كنتُ أؤدي عملي".
والجمعة، قال موريارتي الأب، ووالدا الرقيبين ليولين ومكإنرو إنَّ الحكومة الأردنية قدَّمت تسريبات كاذبة لوسائل الإعلام، تؤكد أنَّ الجنود الأميركيين كانوا يتناولون الكحول قبل أن يعودوا إلى القاعدة، وأنَّهم أطلقوا النار بالخطأ من أحد مسدساتهم عند البوابة.
لكن يبدو أنَّ مقطع فيديو من 6 دقائق، مأخوذ من كاميرا أمنية ونُشِر بعد الحكم على الطوايحة، يُظهِر تسلسلاً مختلفاً للأحداث عند البوابة. وفي الفيديو يمكن رؤية الرقيب موريارتي وهو يحاول تهدئة الموقف، عن طريق رفع يديه بعد إطلاق النار على الرقيبين مكإنرو وليولين.
وذكرت الدعوى القضائية أنَّ المملكة الأردنية "ساعدت وضلعت في هذا العمل الإرهابي"، واتهمت الدعوى الرقيب الطوايحة بأنَّه "طارد أحباءهم وقتلهم بوحشية". وأضافت أنَّ الأردن دافع في البداية عن الرقيب الطوايحة، بتأكيده أنَّه تصرَّف "ضمن قواعد الاشتباك المُتعارفة عالمياً".
ولم يربط مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ولا المسؤولون الأردنيون الطوايحة بأي جماعات متطرفة.
وفي بيانٍ لها، لم تُعلِّق السفارة الأردنية بواشنطن على الدعوى القضائية مباشرةً، لكنَّها قالت إنَّ "الأردن حاكم الجاني بنجاح، وهو يقضي الآن حكماً بالمؤبد".
وأضاف البيان: "يُعرِب الأردن عن أسفه العميق بشأن هذه المأساة، وقد بذل قصارى جهده لتحقيق العدالة".