ارتفع عدد المفقودين جراء الحريق الذي يجتاح كاليفورنيا حالياً إلى أكثر من 600 شخص، وفق ما أعلن الشريف المحلي الخميس 15نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وقال كوري هونيا شريف منطقة بوت خلال مؤتمر صحافي إن عدد الضحايا جراء الحريق المسمى "كامب فاير" وهو الأكثر دموية في هذه الولاية بغرب الولايات المتحدة قد ارتفع هو أيضاً وبلغ 63 قتيلاً بعد العثور على 7 جثث إضافية.
ومعظم الوفيات نجمت عن الحريق الذي أطلق عليه "كامب فاير" في بلدة بارادَيس وجوارها. ويبلغ عدد سكان البلدة التي تحولت إلى ركام 26 ألف نسمة وتقع على سفح جبال سييرا نيفادا على بعد 130 كلم شمال ساكرامنتو عاصمة الولاية.
وباراديس التي يسكنها العديد من المتقاعدين وشهدت خريفاً جافاً غير معتاد، سويت بالأرض في حريق "كامب فاير" الذي يتقدم بسرعة.
وروى الأهالي روايات مرعبة عن فرارهم من النيران سيراً حاملين القليل من الحاجيات.
وفر آخرون بسيارات وسط سحب الدخان والنار فيما كانت ألسنة اللهب تلامس سياراتهم على الطرق التي انتشرت فيها سيارات مهجورة.
واحترق أكثر من 8900 منزل ومبنى في باراديس ومحيطها وما زال نحو 50 ألفا من سكان المنطقة يخضعون لأوامر إجلاء.
وبلغت المساحة التي أتى عليها الحريق خلال ستة أيام 135 ألف فدان حتى أمس الأربعاء رغم أن تراجع الرياح وارتفاع مستوى الرطوبة ساعدا جهود فرق الإطفاء.
وقال قائد الشرطة المحلية في المقاطعة، كوري هونيا، للصحافيين مساء الأربعاء، إن 461 شخصاً و22 من الكلاب المدربة يشاركون في عمليات البحث عن المفقودين، وإنه تم تسريع فحوص الحمض النووي للتعرف على الضحايا.
تقع بلدة بارادايس البالغ عدد سكانها نحو 26 ألف نسمة، على سفح جبال سييرا نيفادا. ويسكنها العديد من المتقاعدين. ومعظم الأشخاص المفقودين الذين أعلن عنهم مكتب قائد الشرطة المحلية هم من المسنين، في السبعينات والثمانينات والتسعينات من العمر.
دمر الحريق جميع البيوت في باراديس التي تبعد 130 كلم شمال عاصمة الولاية ساكرامنتو.
وفاقم من معاناة بعض الناجين انتشار فيروس نوروفيروس، وهو مرض معوي شديد العدوى، في ملجأ يؤوي نحو 200 شخص من النازحين بمدينة تشيكو القريبة.
وأعلنت السلطات عن مصرع 59 شخصاً على الأقل حتى الآن من جراء الحرائق المدمرة، فيما تقوم فرق الإغاثة بالبحث عن جثث بين أنقاض المنازل في باراديس، مستعينة بالكلاب المدربة.
وقال حاكم الولاية، جيري براون، في مؤتمر صحافي: "نحن في وسط كارثة"، مضيفاً: "الحريق غير مسبوق، عارم، ولذا فالعديد من الناس حوصروا".
من جهته، قال بروك لونغ، رئيس الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، إن باراديس تبدو أمام "إعادة بناء كلي" إثر دمار العديد من المنازل والمتاجر والبنية التحتية.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس، الأربعاء، عناصر الإغاثة وهم يقومون بإزالة الأشجار وإصلاح السياجات على الطرق ورفع السيارات.
وسمحت السلطات لأصحاب المواشي بالدخول إلى مناطق ممنوعة لفترات وجيزة لإطعام الحيوانات، لكن لم يتضح متى سيسمح للمواطنين بالعودة.
وقال حاكم ولاية كاليفورنيا جيري براون إنه يتوقع أن تصبح الحرائق أسوأ في السنوات المقبلة.
وقال براون "لسوء الحظ، يخبرنا العلم أن الجفاف والحرارة وكل هذه الأشياء ستشتد".
وتزامن ذلك مع موجة حرائق في جنوب كاليفورنيا أبرزها حريق وولزي فاير الذي قتل شخصين على الأقل ودمر أكثر من 500 مبنى وأدى إلى نزوح نحو 200 ألف شخص في الجبال والتلال قرب ساحل ماليبو إلى الغرب من لوس انجليس.
وقال مسؤولو الإطفاء بكاليفورنيا إنه تم احتواء هذا الحريق بنسبة 52 في المئة بحلول مساء الأربعاء.