ينوي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي بدا متوتراً إثر انتكاسة حزبه الجمهوري في الانتخابات التشريعية، ووسط نوع من الضبابية، إجراء تعديل جديد على فريقه.
وإزاء قلقه من تقدُّم تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر، أقال ترامب الأسبوع الماضي وزيره للعدل.
كما يبدو، فإن الأمين العام للبيت الأبيض، جون كيلي، ضمن المرشحين للمغادرة، وأيضاً وزيرة الأمن الداخلي كريستين نيلسن، المقربة من الأمين العام للبيت الأبيض.
وبحسب العديد من وسائل الإعلام، فإن ترامب يبدو غاضباً من إدارتها ملف الهجرة الحساس.
وأعلن ترامب لصحيفة "ديلي كولر"، أنه سيقوم بـ"اتخاذ قرار سريع بشأن الأمن الداخلي".
وأعاد تأكيد أنه من الأفضل أن يتصدى للفكرة القائلة إن العديد من الجمهوريين يفضلون الابتعاد عن رئاسته، وأن جاذبية البيت الأبيض ما زالت سليمة.
واضاف في هذا السياق: "كثيرون يريدون المجيء، العديد من السياسيين الذين لديهم مهن ناجحة يريدون المجيء".
وخلال احتفالات مئوية نهاية الحرب العالمية الأولى في باريس، أثار ترامب انتقادات، لإلغائه في اللحظة الأخيرة زيارة مقبرة أميركية، بسبب سوء الأحوال الجوية. ومع ذلك، لزم الصمت، على غير عادته.
وبعد 8 أيام من انتخابات منتصف الولاية، تظهر مشاعر إحباط في معسكر الرئاسة.
وبعد تبدُّد ضباب العملية السياسية وتتابع النتائج ببطء، فالصورة التي تبرز بعد انتخابات 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 هي: ترامب محبَط، خصوصاً أنه جعل من هذا الموعد الانتخابي، بحسب تعبيره، "استفتاء" على شخصه.
والأرقام واضحة وتجعل من تغريدته التي تحدث فيها عن "نجاح كبير" للحزب الجمهوري، دون أي معنى.
وفي النهاية، تشير النتائج إلى أن الديمقراطيين سيكسبون ما بين 35 و40 مقعداً في مجلس النواب. أما الجمهوريون فلن يكسبوا سوى مقعد أو اثنين في مجلس الشيوخ.
وبعد موقعة انتخابية حامية، كسبت الديمقراطية كرستين سينيما، الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في أريزونا مقعداً كان يتولاه جمهوري.
وفي فلوريدا، التي بدت مفاجأة سارة للجمهوريين مساء الاقتراع، أمرت السلطات بإعادة فرز الأصوات لمنصب حاكم الولاية وسيناتور.
ميلانيا تتدخل
ويُظهر تحليل هذه النتائج أن المعادلة الانتخابية لإعادة انتخاب ترامب في 2020 تتعقد؛ حيث إن العديد من ولايات الوسط الغربي، التي كانت ذات أهمية كبيرة في فوز ترامب المفاجئ عام 2016، يمكن أن تتحول إلى دعم الديمقراطيين.
وقبل أيام قليلة، كان ترامب يشير إلى أن الاستطلاعات والتحاليل خاطئة، وأن مفاجأة شبيهة بسنة 2016 ترتسم.
كما سيضطر ترامب إلى التخلي عن ترديد إحدى عباراته المفضلة في تجمعاته التي يسخر فيها من السياسيين التقليديين. وهي تلك العبارة التي يقول فيها إنه لم يقم إلا مرة واحدة في حياته بحملة انتخابية وفاز.
وبالتاكيد، فإن ترامب يعي معنى فقدان السيطرة على مجلس النواب، والذي ينطوي على تهديدات كبيرة.
وأعلن الديمقراطيون بوضوح، أنهم ينوون استخدام غالبيتهم في مجلس النواب لبدء تحقيقات، وتسليط الأضواء على نقاط غير واضحة في أعمال ترامب.
والهدف الأول هو الحصول على تصريح ضريبي لترامب، الأمر الذي رفض حتى الآن بشدةٍ نشره، قاطعاً بذلك مع تقليد راسخ في الولايات المتحدة.
وما يزيد الغموض بشأن التعديل القادم في الحكومة، تدخُّل السيدة الأولى ميلانيا، التي تلزم عادةً التكتم الشديد، حيث قطعت صمتها بالمطالبة بإقالة ميرا ريكارديل، المعاونة المقربة من جون بولتون مستشار الأمن القومي لترامب.
وقالت ستيفاني غريزهام: "إن موقف السيدة الأولى هو أنها لم تعُد تستحق شرف العمل في البيت الأبيض".
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن فريق السيدة الأولى يشتبه في أن ريكارديل تقف وراء "قصص سلبية" تتعلق بها.
وصباح الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، كانت المستشارة لا تزال في منصبها، لكن لا أحد يمكنه معرفة إلى متى ستبقى هناك.