ندَّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بُعيد وصوله إلى باريس، بتصريحات نظيره الفرنسي حول إنشاء جيش أوروبي بوجه قوى مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة، معتبراً أن اقتراحه "مهين جداً".
ولدى وصول ترمب وزوجته ميلانيا، الجمعة 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إلى باريس، للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، غرَّد الرئيس الأميركي "لقد اقترح الرئيس ماكرون إنشاء جيش أوروبي بوجه الولايات المتحدة والصين وروسيا".
وأضاف ترمب: "هذا مهين للغاية، لكن ربما يجب على أوروبا أن تسدد أولاً مساهمتها في حلف شمال الأطلسي، الذي تموله الولايات المتحدة إلى حدٍّ كبير!".
President Macron of France has just suggested that Europe build its own military in order to protect itself from the U.S., China and Russia. Very insulting, but perhaps Europe should first pay its fair share of NATO, which the U.S. subsidizes greatly!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 9, 2018
وكان الرئيس الفرنسي دعا الثلاثاء إلى إنشاء "جيش أوروبي حقيقي" للدفاع عن القارة.
ورأى ماكرون، الذي يدعو منذ وصوله إلى السلطة العام الماضي إلى إنشاء قوات عسكرية أوروبية مشتركة، أن على أوروبا أن تحدَّ من اعتمادها على القوة الأميركية، ولا سيما بعد قرار ترمب الانسحاب من اتفاق للحدِّ من الأسلحة النووية وُقِّع في الثمانينات.
وقال ماكرون: "علينا أن نحمي أنفسنا من الصين وروسيا، وحتى الولايات المتحدة الأميركية". وتابع: "حين أرى الرئيس ترمب يعلن انسحابه من اتفاقية كبرى لنزع السلاح أُبرمت بعد أزمة الصواريخ في أوروبا في الثمانينات، مَن يكون الضحية الرئيسية؟ أوروبا وأمنها".
وأسس الاتحاد الأوروبي صندوقاً دفاعياً بعدة مليارات من اليورو، العام الماضي، بهدف تطوير قدرات أوروبا العسكرية، وجعل القارة أكثر استقلالية على الصعيد الاستراتيجي.
كما تزعَّمت فرنسا جهوداً لإنشاء قوة من 9 بلدان، تكون قادرة على التحرك سريعاً لتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة، وعمليات إجلاء من مناطق حرب، وتقديم الإغاثة عند وقوع كوارث طبيعية.
لا صواريخ جديدة في أوروبا
وأعلن مسؤول رفيع المستوى الخميس أن "لا خطط" لدى الولايات المتحدة لنشر صواريخ جديدة في أوروبا بالرغم من اعلانها انها ستنسحب من اتفاقية بارزة مع روسيا للحد من الأسلحة النووية.
وأثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي انهاء المشاركة الأميركية في "معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى" (آي أن أف) القلق لدى بعض الدول الأوروبية وتحذيرات من الكرملين حول بدء سباق تسلح جديد.
وتزعم واشنطن أن روسيا تواصل خرق المعاهدة منذ عام 2013 بالعمل على نظام صواريخ جديد، وجميع المحاولات المتكررة لاقناعها بالعودة الى الامتثال ببنود المعاهدة قوبلت اما بالصمت أو التشويش.
وبينما أشار ترامب الى اعتزام الولايات الانسحاب من المعاهدة، قال مسؤولون انه لم يتم اتخاذ أي اجراءات قانونية حتى الآن لوضع القرار موضع التنفيذ وأن هناك مسؤولين أميركيين رسميين حاليا في أوروبا للتشاور مع الحلفاء ومحاولة طمأنتهم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الاميركية للصحفيين في بروكسل إن ادعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقيام واشنطن بإذكاء سباق تسلح جديد لا أساس له، مضيفا "هناك متسابق واحد فقط هو روسيا، انهم يقومون ببناء هذه الصواريخ منذ خمس سنوات وبأسرع ما يستطيعون".
وأفاد المسؤول أنه "ليست لدينا خطط لنشر أي شيء جديد في أوروبا"، مشددا على وجه الخصوص أنه لا توجد خطط جديدة لإدخال أسلحة نووية أمريكية جديدة الى أوروبا.
لكن المسؤول لم يستبعد احتمال نشر اسلحة في المستقبل.
وتقول الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إن البرنامج الصاروخي الروسي "9أم729" المعروف ايضا بتسمية "أس أس سي-8" يخالف معاهدة "آي أن أف" التي تحظر الصواريخ الأرضية التي يتراوح مداها بين 500 و5,500 كيلومتر.