قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن بلاده أسمعت تسجيلات قتل خاشقجي الصوتية كلا من السعودية وأميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وأكد مخاطبا الرياض أنه لا داعي للمماطلة في إعلان الحقيقة.
وأضاف الرئيس التركي خلال كلمة ألقاها في العاصمة التركية أن القتَلة هم بالتأكيد بين الأشخاص الـ15 أو الـ18، وليس هناك داعٍ للبحث عنهم في أي مكان آخر، "والحكومة السعودية قادرة على الكشف عن القاتل من خلال دفع هؤلاء إلى الاعتراف".
وقال إن السلطات السعودية أرسلت النائب العام لكنه جاء لوضع العراقيل، وأضاف: "وزير الخارجية السعودي قال إنهم سلموا الجثمان لمتعامل محلي، لكنهم ينكرون هذا الأمر الآن".
الرئيس التركي الذي تحدث بعد مرور زهاء 40 يوماً قال إن فريق الاغتيال المكون من 18 شخصاً يعرف بشكل قطعي الفاعل ويعرف أين تم أخذ جثمان خاشقجي، وأكد أن بلاده لا تملك أي وثيقة أو دليل حول مكان جثمان جمال خاشقجي.
وطالب السعودية بالتصرف بالعدل مقابل "حسن نوايانا للتخلص من هذه الشبهة وإلا فإنها ستلصق بها دوماً".
صحيفة تركية: الجثة ذوبت وعندما أصبحت سائلات سكبوها في الصرف الصحي
والسبت ذكرت صحيفة "صباح" التركية أن قتلة الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، تخلَّصوا من جثته عبر رميها في أنابيب شبكة الصرف الصحي، بعد تذويبها في مادة الحمض.
وكتبت الصحيفة الموالية للحكومة التركية من دون ذكر مصادر، أن فحص العينات التي أُخذت من مياه الصرف الصحي سمح بالكشف عن آثار مادة الحمض.
وتابعت أن المحققين يعتبرون أن جثة الصحافي المعارض للسلطات السعودية تم تذويبها في الحمض، وعند الحصول على مادة سائلة بما فيه الكفاية سكبها منفذو الجريمة في أنابيب الصرف الصحي.
وقُتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، في القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث ذهب لإتمام معاملات إدارية، على أيدي سعوديين.
وبعد أن أكدت أن خاشقجي غادر القنصلية حياً، اعترفت الرياض تحت الضغوط أنه قُتل في قنصليتها، لكنها قدَّمت روايات متناقضة أثارت الشكوك. وتحدثت الحكومة السعودية عن شجار و"اشتباك بالأيدي" وبُعدها عن عملية من تنفيذ "عناصر غير منضبطة" لم تكن السلطة على علم بها.
وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، التي كان يكتب خاشقجي فيها مقالات رأي، في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنَّ الأمر بقتل الصحافي صدر من "أعلى المستويات في الحكومة السعودية"، مشدِّداً في الوقت نفسه على أنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز فوق أي شبهة في هذه الجريمة.
ولم تتوقف الصحافة التركية القريبة من السلطات ومسؤولون أتراك، من دون الكشف عن أسمائهم، عن اتهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتورط في قتل الصحافي.
وأواخر أكتوبر/تشرين الأول، أكدت النيابة العامة التركية أن خاشقجي قُتل "خنقاً" ما إن دخل إلى القنصلية، وأن جثته "قُطِّعت".
وبعدها، أكد ياسين أكتاي، مستشار الرئيس التركي، أن "سبب تقطعيهم الجثة هو أن تذويبها سيكون أسهل".
وأعلن مسؤول تركي رفيع المستوى من دون الكشف عن اسمه، الإثنين، أن السعودية أرسلت خبيراً في علم السموم، وآخر في الكيمياء لإخفاء الأدلة في جريمة قتل خاشقجي.
وقبل الحديث عن تذويب الجثة، أجرى المحققون الأتراك عمليات تفتيش في أماكن عدة بما في ذلك القنصلية ومنزل القنصل القريب، فضلاً عن غابة كبيرة في الجانب الأوروبي من إسطنبول.
وكتبت خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، على تويتر الخميس: "أنا عاجزة عن إيجاد الكلمات للتعبير عن شعوري بالصدمة والأسى لسماع خبر إذابة جسدك يا جمال بالأحماض بعدما قتلوك وقطعوك!".
وأضافت في تغريدات باللغات العربية والتركية والإنكليزية "حرمونا من الصلاة عليك ودفنك في المدينة المنورة كما أوصيت، كما تستحق، وكما نستحق".