قال إدوارد سنودن ، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إن برمجيات إسرائيلية ربما تكون ساعدت السعودية في تعقُّب و قتل الصحافي جمال خاشقجي بقنصليتها في إسطنبول، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك أمام جمهور من الإسرائيليين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من مكان لم يتم الكشف عنه في العاصمة الروسية موسكو، حيث يقيم حالياً.
أسوأ شركات التجسس الإلكتروني تنتج برمجيات إسرائيلية
وأضاف سنودن أن "شركات تكنولوجية إسرائيلية مثل إن إس أو غروب (خاصة)، من بين الشركات الرائدة في بيع برامج التجسس التي تسمح للحكومات بتتبع معارضيها السياسيين"، حسبما نقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
وتابع أن برنامجاً يُسمى "بيغاسوس"، تنتجه الشركة الإسرائيلية، يمكنه أن يصيب الهاتف الذكي للهدف بعدوى فيروسية، ليتحول الهاتف في هذه الحالة إلى جهاز تجسس.
وأوضح سنودن، نقلاً عن مؤسسة أمن الإنترنت الكندية (سيتيزن لاب)، أنه ربما تم زرع هذا البرنامج في هاتف شخص سعودي آخر كان على اتصال بخاشقجي.
ومضى قائلاً: "هذا ربما مكَّن السعوديين من تتبع خاشقجي حتى قنصلية بلاده في إسطنبول".
ووصف سنود شركة "إن إس أو غروب" الإسرائيلية، بأنها "الأسوأ على الإطلاق من بين شركات التجسس الإلكتروني" ما يجعلها قادرة على المساهمة في جريمة مثل قتل الصحافي جمال خاشقجي .
وقال سنودن إن "أعمالها بالكامل تقوم على فكرة تطوير أدوات السطو الرقمية".
التسجيلات تُظهر كيف تستدرج السعودية معارضيها
وذكرت صحيفة The Washington Post الأميركية في تقرير سابق، أنها حصلت على تسجيلات سرية لمحادثات مدتها 10 ساعات من عبدالعزيز، الذي كان زميلاً مقرباً من الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وتكشف هذه التسجيلات صورةً مروعة عن الطريقة التي حاولت بها السعودية استدراج معارضيها للعودة إلى المملكة، من خلال تعهّدات بمنحهم أموالاً وضمان أمنهم.
وتقول جماعات حقوقية، إنَّ تلك الجهود تصاعدت بحدة منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، العام الماضي 2017. كما يمكن أن تخبرنا هذه التسجيلات لماذا قتل الصحافي جمال خاشقجي .
جيش النحل قد يكون السبب في قتل الصحافي جمال خاشقجي
بينما قال عبدالعزيز، الذي حصل على حق اللجوء إلى كندا، إنه كان يعمل على عدة مشاريع مع جمال خاشقجي، ربما هي التي زادت رغبة القيادة السعودية في التخلص من الأخير.
وأرسل خاشقجي لعبدالعزيز 5 آلاف دولار من أجل مشروع أطلقا عليه اسم "النحل"، وهو مبادرة لبناء جيش إلكتروني داخل السعودية، يتصدَّى للمتصيّدين المؤيدين للحكومة على الإنترنت.
وأضاف عبدالعزيز أنهما كانا يعملان كذلك على صناعة فيلم قصير، وتأسيس موقع إلكتروني يرصد أوضاع حقوق الإنسان، ومشروع لتعزيز الديمقراطية.
وكان من المفترض أن تكون هذه المشاريع سرية، لكنَّ عبدالعزيز قال إنَّ برنامج تجسس سعودياً استهدفه خلال صيف العام الحالي 2018.
وأضاف قائلاً: "لقد حصلوا على جميع المعلومات. اطلعوا على الرسائل المتبادلة بيننا، واستمعوا إلى أحاديثنا الهاتفية".