يبدو أن الشركة السعودية للصناعات العسكرية تواجه صعوبات في الاستثمار بإحدى شركات السلاح الجنوب إفريقية بسبب معارضة نقابة عمال المعادن في جنوب إفريقيا بيع حصص من شركة الصناعات الدفاعية المملوكة للدولة، إلى مساهمين بالخليج، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.
وقالت نقابة عمال المعادن في جنوب إفريقيا، الأربعاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إنها تعارض بيع الحكومة حصة بشركة الصناعات الدفاعية "دينيل" المملوكة للدولة والتي تواجه صعوبات، وأكدت أنها ستكافح محاولات خفض الرواتب.
خسائر وفضائح فساد تواجه شركات السلاح الجنوب إفريقية
وحسب وكالة "رويترز"، تصارع "دينيل" من أجل البقاء، بعد خسائر بلغت 121 مليون دولار. وتصنع الشركة أسلحة وصواريخ ومَركبات مدرعة لصالح القوات المسلحة في جنوب إفريقيا، وعملاء بأفريقيا والخليج وأوروبا.
ووضع سيريل رامابوسا، رئيس جنوب إفريقيا، مسألة دعم شركات السلاح الجنوب إفريقية المتعثرة المملوكة للدولة ضمن أولوياته، وقال قبل أيام، إن "دينيل" صارت مؤهلة لعقد شراكات بعدما عرضت السعودية شراء حصة فيها.
ونقابات العمال قاعدةُ دعمٍ مهمة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، لذا سيكون على رامابوسا أن يخطو بحذر قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل (2019).
وقال جيري مورولين، الأمين الإقليمي لنقابة عمال المعادن في جنوب إفريقيا: "عندما تجلب شريكاً مساهماً، ينشأ دائماً احتمال فقدان وظائف، ولذا تُعارض نقابتنا أي شكل من أشكال الخصخصة".
وأضاف مورولين: "نعترض كذلك على خفض رواتب العمال العاديين في (دينيل). عليهم إيجاد سبل أخرى لضمان مستقبل الشركة".
وتمثل نقابة عمال المعادن، إلى جانب نقابة أخرى تدعى "التضامن"، نحو نصف العاملين في "دينيل" البالغ عددهم 4000. و"دينيل" واحدة من بضع شركات مملوكة للدولة متورطة في فضائح فساد تتعلق برجال أعمال على صلة وثيقة بالرئيس السابق جاكوب زوما.
بينما تسعى الشركة السعودية للصناعات العسكرية للاستثمار فيها
قال الرئيس التنفيذي في الشركة السعودية للصناعات العسكرية لـ "رويترز"، إن المملكة تُجري محادثات مع كبريات شركات إنتاج السلاح في جنوب إفريقيا ، وتدرس شراء حصة بشركة "دينيل" الدفاعية الحكومية التي تواجه متاعب.
وقال أندرياس شوير، الرئيس التنفيذي في الشركة السعودية للصناعات العسكرية ، إنه يتوقع استكمال اتفاقات الشراكة الأولى مع شركات السلاح الجنوب إفريقية بحلول نهاية العام (2018)، لكنه لم يحدد الشركاء.
وأقرت إدارة المشروعات العامة في جنوب إفريقيا، والتي تشرف على شركة "دينيل"، بأن المحادثات جارية مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية ، لكنها قالت إنه من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل أي ترتيبات لاتفاق شراكة محتمل.
وكانت "باراماونت جروب" الجنوب إفريقية، ذات الملكية الخاصة، أعلنت أنها تجري بالفعل محادثات مع السلطات السعودية.
وقال شوير في مقابلة تليفونية، الأربعاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2018: "لإيضاح الأمر نحن نجري مناقشات مع كل الشركات الجنوب إفريقية الكبرى، ليس فقط (باراماونت)، وليس فقط (دينيل)".
خاصة بعد تعهد الملك سلمان باستثمار 10 مليارات دولار في البلد الإفريقي
تعهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود باستثمار 10 مليارات دولار في قطاع الطاقة بجنوب إفريقيا، مع التركيز على إنتاج الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة، إضافة إلى استثمارات الشركة السعودية للصناعات العسكرية في شركات السلاح الجنوب إفريقية .
ونقل موقع Fin24 هذه الأخبار سابقاً، الخميس 12 يوليو/تموز 2018، في خضم الجدول المزدحم لرحلة الرئيس، الذي قام بجولة في الشرق الأوسط، عقب زيارته نيجيريا، حيث عقد محادثات بشأن اتفاقية تجارية تجمع بين الدول الإفريقية.
تستورد جنوب إفريقيا نصف صادراتها النفطية تقريباً من السعودية، التي تعدّها شريكتها الاستراتيجية الرئيسية بالشرق الأوسط. وفي عام 2017، بلغ إجمالي التجارة بين البلدين 56 مليار روبية (نحو 4.5 مليار دولار).
وتركز بعثة الرئيس السياسية على تأمين التمويل الدولي، وهو الاقتراح الذي قدمه رامابوسا عقب توليه منصب الرئاسة بوقت قصير، خلفاً لجاكوب زوما.
في عهد زوما، تراجع الاستثمار الأجنبي جراء غياب الاستقرار الاقتصادي بالبلاد. وتسببت مرات إعادة تشكيل الحكومة الكارثية في تراجع أسعار الصرف، وزادت البطالة بشكل مطرد، كما أسفرت مزاعم واتهامات الفساد في و"السيطرة على الدولة" عن إثناء العديد من المستثمرين المستقيمين عن الاستثمار في البلاد.