قالت صحيفة ألمانية، إن جريمة قتل جمال خاشقجي أضحت معلقة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، وإن بقاء الأخير في السلطة "أصبح صعباً".
وفي تقرير نشرته صحيفة فرانكفورتر العامة الألمانية، أوضحت أن محمد بن سلمان قلب سياسة المملكة رأساً على عقب.
وأضاف المقال الذي نشر، الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعنوان "ظلال على المملكة العربية السعودية"، أن جريمة قتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول "جرَّت المملكة بقيادة محمد بن سلمان، إلى أزمة كبيرة".
ارتفاع الأصوات المطالِبة بإبعاد محمد بن سلمان
وأكد المقال أن الأصوات الداعية إلى فرض عقوبات ضد السعودية في الكونغرس الأميركي -ضدَّ أهم حليف خليجي- بدأت ترتفع، وأن رجال الأعمال الشهيرين بدأوا يبتعدون عن محمد بن سلمان فيما لا تريد دول مثل ألمانيا بيع الأسلحة للرياض.
وشدَّد المقال على أن العديد من الأشخاص أصبحوا يشكُّون في قدرة محمد بن سلمان على إدارة البلاد، ويرونه متسرعاً وبلا رحمة.
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول، سلَّط الضوء على أفعال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ونهجه.
وبعد أن أقرَّت الرياض أنَّ جريمة قتل جمال خاشقجي تمت داخل قنصليتها في مدينة إسطنبول التركية، سعت الرياض إلى إبعاد الحاكم الفعلي للمملكة عن واقعة مقتل الصحافي في جريدة Washington Post الأميركية وناقد الحكومة السعودية، الذي كان سابقاً مقرَّباً من الدوائر الملكية السعودية، حسبما قال تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
بيد أنَّ جريمة قتل جمال خاشقجي أشعلت أكبر كارثة واجهها محمد بن سلمان حتى الآن في السياسة الخارجية السعودية، ووضعت قيادته وطموحاته تحت دائرة الضوء.
ففي الفترة الزمنية القصيرة التي أصبح فيها جزءاً من المشهد السياسي الدولي، نجح محمد بن سلمان في تعزيز صورته كقوة مُحرِّكة لسياساتٍ بعينها، سواء من خلال إدارة الحرب في اليمن أو الدفع بخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، أو قيادة الحصار ضد قطر، أو شراء أراضٍ من مصر لتوسيع فرص المملكة الاقتصادية.
ولا يمكن أن يساور حلفاءه ولا أعداءه الشك إزاء نظرته لهم، وكيف أنَّهم يشكّلون جزءاً من رؤيته حول مستقبل السعودية، وهذه أهم الملفات التي تمسّ ولي العهد بشكل مباشر:
أخطاء بن سلمان ما قبل جريمة قتل جمال خاشقجي
والأخطاء التي وقع فيها محمد بن سلمان بدأت بحرب اليمن، وخطف رئيس وزراء لبنان، وفرض الحصار على دولة قطر، وفشل مشروع طرح أسهم شركة أرامكو للاكتتاب، والتخلي عن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة، وانتهت الآن جريمة قتل جمال خاشقجي ، حسب مقال لديفيد هيرست.
وقائمة الأخطاء طويلة، ويمكن أن تطول أكثر فيما لو أصبح محمد بن سلمان ملكاً.
لقد تخلَّى دونالد ترمب، منذ مدة، عن الزعم بأن تصريحات السعوديين صادقة، وذلك أنهم غيَّروا أقوالهم خمس مرات حتى الآن، وكان آخرها نفي المدعي العام السعودي، سعود المعجب (الذي وصفه نظيره التركي بأنه من أحطّ الخلق)، أن جثة خاشقجي سُلّمت إلى "متعاون محلي".
وتقيّدت قدرة البيت الأبيض على النهوض دفاعاً عن محمد بن سلمان البالغ من العمر 33 عاماً، بفضل رد فعل وسائل الإعلام الدولية، التي بات لها مفعول مؤثر.
وحسب هيرست، لن تسمح وسائل الإعلام الأميركية لترمب هذه المرة بالإفلات. ونظراً إلى خشيته من أن يخسر حزبه في انتخابات الكونغرس النصفية، فقد خفف من حدة خطابه، فهو يعلم أنه بعد هذه الانتخابات قد يكون أقل قدرة على حماية حريته في قول ما يريد.