في صباح يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أي قبل عام بالتمام والكمال، استُدعي الأمير الوليد بن طلال إلى البلاط الملكي، ليتفاجأ بأنها ليست زيارة أميرية، كما هو معتاد، بل كانت حملة شاملة أطلقها ولي العهد السعودي، استهدفت أقوى الشخصيات في السعودية وأكثرها ثراءً.
الوليد بن طلال، الذي كان من بين المعتقلين البالغ عددهم نحو 400 معتقل، هو رجل أعمال بارز له استثمارات في سيتي جروب وآبل، وتقدَّر قيمتها بأكثر من 17 مليار دولار.
ومع مرور عام على الواقعة، تحدَّث أحد الأشخاص الذين شهدوا ضد الوليد بن طلال أثناء احتجازه بالريتز كارلتون، بحسب شبكة NBC الأميركية.
اللقاء تم عبر الفيديو
قال آلان بيندر، وهو رجل أعمال كندي له علاقات بالعائلة المالكة السعودية، إنه شهد ضد الأمير الوليد عندما نقل إلى الرياض، وتم ذلك عبر الفيديو، حيث لم تسمح السلطات بلقائهما وجهاً لوجه.
يذكر أن بيندر كان وكيلاً لزوجة سابقة للوليد بن طلال، وكان يطالبه بأن يدفع لها تعويضاً مالياً، بعد أن زعمت أنها تتعرض للمعاملة السيئة من قبل الملياردير.
وبعد وصول بيندر للرياض، قال إنه شاهد الوليد عبر الفيديو، وكان في غرفة تشبه زنزانة في سجن، وليس في جناح فندقي.
ووصف رجل الأعمال الكندي الحالة التي بدا فيها الوليد بن طلال، وقال إنه ظهر في وضع صعب، ومرهق، وغير حليق، كما كان مألوفاً.
وقال بيندر: "بدا وكأنه لم يَنم".
صفع وتعليق من الأرجل
وقال رجل الأعمال الكندي إن أحد كبار مستشاري ولي العهد، وهو سعود القحطاني "تفاخر لي بأنهم صَفعوا وعَلقوا بعض المحتجزين رأساً على عقب".
يذكر أن سعود القطحاني تمت إقالته من منصبه إلى جانب مسؤولين كبار آخرين، بعد جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث تشير أصابع الاتهام إلى أن أوامر القتل صدرت من أعلى المستويات في الرياض، في إشارة لولي العهد السعودي.
وأكدت وكالة رويترز قبل أيام، أن القحطاني أشرف سابقاً على احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بالإضافة إلى اعتقال الأمراء السعوديين في فندق ريتز كارلتون.
وكانت نيويورك تايمز قد نقلت عن شهود ضمن المعتقلين، تعرُّض كثير منهم للإكراه والإيذاء الجسدي في الأيام الأولى من حملة القمع، وإدخال 17 منهم إلى المستشفى.
وأكدت الصحيفة وفاة اللواء علي القحطاني في الحجز، وأن جثته بدت عليها علامات سوء المعاملة، وأنه تعرَّض للتعذيب لاستخلاص معلومات عن الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز.
وعلى الرغم من كل هذه التقارير والمعلومات فإن الوليد بن طلال أصرَّ بعد إطلاق سراحه على أنه لم يتعرَّض لسوء المعاملة، وأنه هو والحكومة السعودية توصلا إلى تفاهم سري.
وقال مسؤولون سابقون إن بعض المحتجزين السابقين وُضعوا رهن الإقامة الجبرية في منازلهم، مطالبين بارتداء "أساور متابعة إلكترونية في الكاحل"، أو ممنوعون من السفر للخارج.
ظهر الوليد في قمة استثمارية في الرياض، الأسبوع الماضي، مع لقطات تظهره جالساً على بُعد من ولي العهد بعدة مقاعد.
لكن لقطة أخرى كانت حاضرة في المؤتمر، عندما ظهر الوليد بن طلال وهو يُفسح المجال لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أثناء خروجه من المؤتمر، ما قد يفسر بعضاً ممَّا تعرَّض له خلال احتجازه، والحال الذي وصل إليه الملياردير.
اتصدقون ان الرجل الذي عن يسار الامير #محمد_بن_سلمان ويتصرف كأنه احد حراسه أو احد المنظمين، هو الأمير #الوليد_بن_طلال الذي كان يتصدر لائحة الأثرياء العرب. pic.twitter.com/edR7nKRFLB
— J. Chahda جلال شهدا (@ChahdaJalal) October 23, 2018