مستشار لأردوغان: جثة خاشقجي تم «تذويبها» بعد قتله وتقطيعه

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/02 الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/02 الساعة 17:43 بتوقيت غرينتش
Saudi dissident Jamal Khashoggi speaks at an event hosted by Middle East Monitor in London, Britain, September 29, 2018. Picture taken September 29, 2018. Middle East Monitor/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. THIS IMAGE WAS PROCESSED BY REUTERS TO ENHANCE QUALITY, AN UNPROCESSED VERSION HAS BEEN PROVIDED SEPARATELY.

صرَّح مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018،  بأن جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي "تم تذويبها" بعد قتله في قنصلية بلده في إسطنبول قبل شهر.

وقال ياسين أقطاي مستشار أردوغان، والمسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لصحيفة "حرييت" الجمعة: "نرى الآن أن الأمر لم يقتصر على التقطيع، بل تخلصوا من الجثة بإذابتها".

وقالت النيابة العامة، في بيان نشرته الأربعاء الماضي في إسطنبول، إنّه "وفقاً لخطّة أُعدّت مسبقاً، خُنق الضحية جمال خاشقجي حتى الموت ما إن دخل إلى القنصلية"، مضيفةً أنّ "جثّة الضحية قُطّعت وتمّ التخلّص منها". لكن البيان لم يوضح أين تم التخلّص من الجثّة المقطّعة ولا كيف حصل ذلك.

ويأتي هذا التصريح بعدما قال مسؤول تركي رفيع المستوى لصحيفة The Washington Post التي كان خاشقجي يكتب مقالات فيها، إن السلطات التركية تحقق في فرضية أن تكون الجثة تم تذويبها بالأسيد. 

وقال المسؤول التركي إنَّ السلطات التركية تتتبَّع فرضيةً تفيد بأنَّ جثة جمال خاشقجي أُذيبت باستخدام أحماض في أرض قنصلية بلاده أو بحديقة مقر إقامة القنصل القريب من القنصلية في إسطنبول. وأضاف أنَّ الأدلة البيولوجية كشفت أنَّ التخلص من جثة خاشقجي تمَّ في مكانٍ قريبٍ جداً من مكان مقتله وتقطيعه.

وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، لمناقشته موضوعاً حساساً: " جثة جمال خاشقجي لم تكن بحاجةٍ إلى الدفن".

وكشف مكتب المدعي العام التركي، في بيان، الأربعاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، الرواية الأكثر تفصيلاً حتى الآن بشأن الكيفية التي قُتل بها خاشقجي، وجاء في تصريحه: "لقد خنقه عملاء سعوديون فور دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، ثم قطَّعوا جثته".

وقال مسؤول تركي آخر، وهو بمنصب رفيع، إنَّ المدعي العام السعودي سعود المعجب، الذي أتمَّ الأربعاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، زيارةً لإسطنبول استغرقت 3 أيام، لم يذكر مكان جثة جمال خاشقجي ، ولم يكشف عن هوية "المتعاون المحلي".

لا توقف، القضية في تصاعد

وبعد مرور شهر كامل على مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، مازالت القضية تتصاعد. ولم تتوقف المطالبات الدولية بضرورة معاقبة الجناة حتى في حالة وجود دور لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في الجريمة.

وأبرزت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، مطالبة تركيا السلطات السعودية بالكشف عن مكان جثة خاشقجي.

ولم تخف الصحيفة، في تقرير لها أن أغلب المتهمين في قضية مقتل خاشقجي "هم من المقربين من بن سلمان".

بدوره، شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في حوار إذاعي أنّ بلاده "سترد على مقتل خاشقجي".

وأشار بومبيو إلى احتياج واشنطن بضعة أسابيع أخرى "حتى يكون لديها أدلة كافية لفرض عقوبات (ضد السعودية) رداً على مقتل الصحافي السعودي".

وفي وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لوح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على الرياض، بشرط ألا تمس مبيعات السلاح الأميركي إليها لما قد يحمله هذا القرار من "آثار سلبية تؤذي الولايات المتحدة".

وتزامن مرور شهر على مقتل "خاشقجي" مع حلول اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين.

وفي هذا الشأن، وصفت "حملة شعار الصحافة" (منظمة دولية غير حكومية مقرها جنيف) مقتل خاشقجي بأنه "تصعيد مزعج في النشاط الإجرامي الذي يستهدف الصحافيين حول العالم".

وطالبت المنظمة، في بيان صادر بالتزامن مع ذلك اليوم العالمي الذي حددته الأمم المتحدة، بضرورة "تشكيل لجنة دولية لإلقاء الضوء على جميع جوانب القتل الوحشي لخاشقجي".

وعلى النهج ذاته، قال خبيران أمميان إنّ "المجتمع الدولي بما فيه منظمة الأمم المتحدة فشلا في معالجة الاختفاء القسري ومقتل الصحافي السعودي".

والخبيران هما ديفيد كاي، مقرر الأمم المتحدة المعني بالتمتع بحرية الرأي والتعبير، وأغنيس كالامارد مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام التي تحصل خارج نطاق القضاء.

وأضافا في بيان، بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحافيين أنّ "الطريق الوحيد للمضي قدماً في قضية خاشقجي هو إجراء تحقيق شفاف وموثوق فيه حول مقتله".

كما أشارا أنّ أي شيء بعيد عن التحقيق الكامل الذي يعترف به المجتمع الدولي "يعد سخرية من المطالب التي تم توجيهها للحكومات للالتزام بسلامة الصحافيين".

مقاطعة

بعدما قاطع عشرات المستثمرين والسياسيين الغربيين مؤتمر مبادرة مستقبل الاسستثمار في السعودية الشهر الماضي، أعلنت منظمة "بيل أند ميليندا غيتس"، الخميس تعليق شراكة قيمتها نحو 5 ملايين دولار أميركي مع مؤسسة خيرية تابعة لمحمد بن سلمان على خلفية مقتل خاشقجي.

جاء قرار المنظمة رغم مرور شهر على مقتل خاشقجي؛ ما يعني أن تداعيات تلك القضية مستمرة حتى اللحظة، وفي ظل تعدد الروايات السعودية حول الواقعة وعدم كشف الرياض الفعلي عما حدث للصحافي السعودي داخل القنصلية وما حدث لجثته.

والأربعاء أعلنت النيابة العامة التركية، أن الصحافي السعودي قتل خنقاً فور دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم "وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً".

وقالت النيابة التركية، في بيان، إن "جثة المقتول جمال خاشقجي جرى التخلص منها عبر تقطيعها".

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.

وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن "فريقاً من 15 سعودياً تم إرساله للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وأكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق، على ضرورة الكشف عن جميع ملابسات "الجريمة المخطط لها مسبقاً"، بما في ذلك الشخص الذي أصدر الأمر بارتكابها.

تحميل المزيد