قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، إنه لم يكن لديه علم مسبق بشأن مؤامرة سعودية ضد خاشقجي الذي قُتل في القنصلية السعودية بإسطنبول .
وخلال حديث له أمام جلسة استجواب بمجلس العموم البريطاني، الثلاثاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2018، رفض هانت التعليق على ما أوردته صحيفة بريطانية مؤخراً، بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية كانت تعلم أن هناك "مؤامرة" لاختطاف خاشقجي، قائلاً: "لن نتحدث عن مسائل استخباراتية".
السعودية تشكل مصدر قلق للمملكة المتحدة
ومع ذلك أوضح أنه لم يكن على علم بخصوص مؤامرة سعودية ضد خاشقجي . وأضاف: "المملكة العربية السعودية هي دولة تمثل مصدر قلق لوزارة الخارجية فيما يتعلق بحقوق الإنسان… ونحن نجري مناقشات منتظمة معهم حول مخاوفنا".
وتابع: "لقد تحدَّثت بشكل أوضح من أي وزير خارجية غربي آخر، أنه إذا تبيَّن أن القصص التي تتردد بشأن خاشقجي صحيحة، فإن ذلك لا يتماشى مع قيمنا".
وتعليقاً على ما تردَّد بشأن معرفة مسبقة لدى الاستخبارات البريطانية بشأن المؤامرة ضد خاشقجي قال: "ليس بإمكان وزير خارجية أو أي وزير آخر أن يعلق على شؤون استخباراتية، لأسباب واضحة للغاية".
وأردف قائلاً: "لكني لم أكن على علم بهذا الهجوم"، قبل أن يضيف: "لقد صُدمنا كغيرنا بسبب ما حدث".
الاستخبارات "كانت على علم" بتدبير مؤامرة سعودية ضد خاشقجي
وكانت صحيفة "صنداي إكسبريس" البريطانية قالت إن مصدراً استخباراتياً بريطانياً أبلغها بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية كانت تدرك في البداية أنه يتم تدبير مؤامرة سعودية ضد خاشقجي ، وذلك في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/أيلول، أي قبل ثلاثة أسابيع من وصول خاشقجي إلى القنصلية، في 2 أكتوبر/تشرين الأول.
وذكرت الصحيفة أن التفاصيل الاستخباراتية، كشفت عن أن هناك معلومات "من بينها أوامر أوَّلية باعتقال خاشقجي وإعادته إلى السعودية لاستجوابه".
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل، إميلي ثورنبيري خلال جلسة مجلس العموم: "إذا صحَّت الادّعاءات التي تردَّدت هذا الأسبوع، فسيكون ذلك أمراً خطيراً للغاية".
وأضافت: "إن وزير خارجيتنا يقول حالياً إنه لا يعلم بوجود مؤامرة سعودية ضد خاشقجي ، فهل كانت أجهزة الاستخبارات على علم بها؟".
وبعد صمت دام 18 يوماً، أقرَّت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم، فيما لم تكشف عن مكان الجثة.
وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدَّثت إحداها عن أن "فريقاً من 15 سعودياً تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".