بعد ساعات قليلة من خروج الأمير محمد بن سلمان عن صمته، أمس الأربعاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2018، تحدث شقيقه خالد بن سلمان سفير السعودية في واشنطن عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مقدماً لأهله التعازي بعد أكثر من 22 يوماً من مقتله.
خالد بن سلمان، الذي غادر واشنطن بعد الحادث بأيام، لم يظهر علناً ولم يدل بأي تصريح، على الرغم من نشر وسائل إعلام غربية تقارير تفيد بأن هناك توجهاً لدى الرياض لتعيينه في منصب ولي ولي للعهد، تمهيداً لعزل شقيقه محمد، وسط ضغوط دولية متزايدة على الرياض.
تعزية وتأكيد على تصريحات محمد بن سلمان
وقال خالد بن سلمان في مجموعة من التغريدات: "أتقدم بخالص العزاء إلى أسرة المواطن جمال خاشقجي، رحمه الله. ما حدث له آلمنا جميعاً. نسأل الله له المغفرة ولأهله الصبر والسلوان".
حديث خالد بن سلمان حمل تأكيداً لتصريحات شقيقه ولي العهد، واصفاً مداخلته بمنتدى "دافوس في الصحراء" بأنها وضعت النقاط على الحروف في قضية جمال خاشقجي.
سمو سيدي ولي العهد وضع النقاط على الحروف في قضية جمال خاشقجي، رحمه الله، مؤكداً سموه أن هذا الأمر المؤسف لا ينسجم مع مبادئ المملكة وقيمها وأن المملكة ستتخذ كل الإجراءات القانونية وستستكمل التحقيقات بالعمل مع الحكومة التركية للوصول للحقيقة وتقديم المذنبين للمحاكمة لمحاسبتهم.
— Khalid bin Salman خالد بن سلمان (@kbsalsaud) October 24, 2018
وأكد أن مقتل خاشقجي "أمر مؤسف لا ينسجم مع مبادئ المملكة وقيمها وأن المملكة ستتخذ كل الإجراءات القانونية وستستكمل التحقيقات بالعمل مع الحكومة التركية للوصول للحقيقة وتقديم المذنبين للمحاكمة لمحاسبتهم".
ثم خاطب خالد بن سلمان شقيقه ولي العهد بالقول: "تقودون يا سيدي مسيرة التقدم والرخاء، ويمضي الوطن برؤيتكم وحكمتكم، بخطوات واثقة، نحو مستقبل مشرق ومزدهر، رهانكم على أبناء هذا الوطن، وهم كما عهدتهم دوماً جنود مخلصون لإعلاء رايته العزيزة".
تقودون ياسيدي مسيرة التقدم والرخاء، ويمضي الوطن برؤيتكم وحكمتكم، بخطوات واثقة، نحو مستقبل مشرق ومزدهر، رهانكم على أبناء هذا الوطن، وهم كما عهدتهم دوماً جنود مخلصين لإعلاء رايته العزيزة.
— Khalid bin Salman خالد بن سلمان (@kbsalsaud) October 24, 2018
عودة خالد بن سلمان إلى واشنطن يكتنفها الغموض
واكتنف الغموض عودة خالد بن سلمان إلى الرياض، بعد أن سافر إليها من واشنطن بهدف العودة إليها بإجابات واضحة بخصوص قضية مقتل جمال خاشقجي في السفارة السعودية في إسطنبول.
ومنذ ذلك الوقت لم يظهر خالد بن سلمان، على الرغم من تقارير إعلامية تفيد بأن هناك توجهاً لدى العائلة الحاكمة السعودية بأن يتم تعيينه خلفاً لمحمد بن سلمان، مع تزايد الضغوط الدولية على الرياض بسبب مقتل جمال خاشقجي.
نقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، عن مصدر دبلوماسي وصفته بالرفيع، أن هيئة البيعة في السعودية تنظر في تعيين ولي لولي العهد، الذي يرجح أن يكون خالد بن سلمان، وذلك تمهيداً لعزل شقيقه الأكبر محمد بن سلمان، لمواجهة الضغوط الموجهة للمملكة العربية السعودية.
كما صرح مسؤولون أميركيون بأن الرياض لن تُعيد الأمير خالد بن سلمان لمنصبه كسفير للمملكة في واشنطن، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.