ذكرت وكالة الأنباء السعودية، في ساعة متأخرة من مساء الأحد 21 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتصلا هاتفياً بصلاح نجل خاشقجي لتعزيته في وفاة والده.
وقالت السعودية إن خاشقجي توفّي خلال شجار داخل القنصلية السعودية بعد أن استمرت تنفي طوال أسبوعين أي علم لها باختفائه.
ومنذ ذلك الحين، تتزايد الأدلة التي تؤيد مزاعم اغتياله على يد عملاء من المخابرات السعودية، قد يكونون تصرفوا بناءً على أوامر ولي العهد السعودي، وهو ما تنفيه الرياض.
ما كشفته وكالة الأنباء السعودية عن تفاصيل المكالمة
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، أعربا عن تعازيهما لأسرة الصحافي جمال خاشقجي.
وخلال الاتصال، أعرب الملك سلمان عن "بالغ تعازيه ومواساته لأسرة وذوي الفقيد جمال خاشقجي".
بدوره، عبَّر صلاح خاشقجي عن "شكره للعاهل السعودي على مواساته لهم في الفقيد"، حسب الوكالة السعودية.
وفي اتصال آخر أعرب ولي العهد، لصلاح خاشقجي، عن عزائه ومواساته له ولكافة أسرته.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية فإن صلاح خاشقجي عبَّر عن "شكره لولي العهد على تعزيته ومواساته لهم".
غموض يكتنف مصير عائلة خاشقجي
ولم يتم التأكد من مصدر آخر لتفاصيل المكالمة التي دارت بين الملك ونجل خاشقجي، مع العلم أن نجلا خاشقجي صلاح وعبدالله لديهما حسابات على موقع تويتر.
وكانت عائلة جمال خاشقجي قد نشرت بياناً فجر الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في صحيفة "واشنطن بوست" طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لكشف حقيقة مزاعم مقتله، بعد دخوله مقر قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية قبل 14 يوماً.
البيان يعتبر الأول والوحيد الذي تصدره العائلة منذ فقدان والدهم، إلا أن وسائل إعلام سعودية كانت قد نقلت بعض التصريحات التي تشكك في اختفائه داخل القنصلية، وتدافع عن موقف السعودية، وهو ما لم يتضمنه بيان العائلة الوحيد.
يذكر أن صلاح خاشقجي مقيم في مدينة جدة، وهو ممنوع من السفر ولم يخرج أي تصريح له للإعلام منذ مقتل والده.
وكانت شبكة "سي إن إن" الأميركية قد نقلت عما قالت إنها "مصادر مقربة" من عائلة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي قولها إن نجله صلاح غير قادر على السفر خارج المملكة العربية السعودية منذ شهور عدة.
وأضافت "سي إن إن" أنها طلبت من المسؤولين السعوديين "التعليق على هذه الادعاءات"، لكنها لم تحصل بعد على جواب، كما حاولت الاتصال بصلاح أكبر أبناء جمال خاشقجي، لكنه لم يرد.
وفي وقت سابق، أفاد الناشط السعودي المعارض المقيم في كندا عمر بن عبدالعزيز بأن السلطات السعودية منعت أسرة جمال خاشقجي وذويه من السفر منذ مغادرته المملكة.
وذكر الناشط السعودي في تغريدة له على حسابه في تويتر يوم الأربعاء 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أن خاشقجي أكد له شخصياً هذه المعلومة، كما دعا إلى الضغط على السلطات السعودية من أجل إخراج أسرة خاشقجي من البلاد وتأمين الحماية لها.
إجراءات السعودية بعد مقتل خاشقجي
وفجر السبت الماضي، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول إثر شجار مع مسؤولين سعوديين، وقالت إنها أوقفت 18 شخصاً كلهم سعوديون.
ولم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبدالله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها "تثير الشكوك الفورية"، خاصة أنه أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي، جاء بعد صمت استمر 18 يوماً.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الجمعة، عن خطة من شأنها الدفع بنائب رئيس الاستخبارات العامة المُقال، والمقرب من ولي العهد بن سلمان، اللواء أحمد عسيري كـ "كبش فداء" في قضية مقتل خاشقجي.
وقبل أيام، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر تركي رفيع، أن خاشقجي قُتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم "الخيال الرخيص" الأميركي الشهير، وهي الرواية التي تداولها عدد من الصحف الغربية والتركية منذ اختفاء الصحافي السعودي.
وقال المصدر إن مسؤولين كباراً في الأمن التركي خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله داخل القنصلية، بناءً على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي.